تستغرب مِن الذي لا يجد ما يبرر به رفضه للحريات الشخصية وحقوق الناس في التعبير عن مشاعرهم الأخوية أو الأبوية أو الزوجية إلا بالقول: هذا دخيل علينا.
يقولها وهو من تعز أو العدين أو تهامة وكانت أمه أو جدته تتهرد (تطلي وجهها بالهرد) وتتشقر (تضع أزهارا على راسها) وتذهب إلى حقولها أو إلى السوق لإنجاز مهامها اليومية كاشفة الوجه دون أن يطعن أحد في شرفها.
ثم ينسى أن أبوه لم يكن ينادي أمه إلا بالمكلف. وهذه المفردة هي النظير اللغوي والموضوعي للحبيبة. فتكلف بها بها أي أحبها. أي أن ابوه لم يكن يقول يا زوجتي عملا بمقتضى عقد النكاح بل يقول يا مكلفي بمعنى يا حبيبتي، ولا أحد يجد في ذلك ما يستحق التعيير والاستعارة.
ليس لهم علاقة بالمجتمع اليمني ولا ثقافته ولا تاريخه ولا يعيشونها ويرون أنفسهم الأصل مادونهم دخيل منبوذ.
يقرأون كتب التراث ويتمنون لو أتيحت لهم سلطة لصفوا ومزقوا منها فصولاً كاملة تحكي حياة طبيعية بكل ما فيها من أتراح وأفراح من تلميح وتصريح.
يدعون سلفية ويرفضون العمل بموقف السلف. لقد كان اسلافهم يخوضون في كل ما يخوض فيه المجتمع دون ادعاء وتزمت. ويكتبون بكل أمانة ونزاهة ويطرحون في الحب والمؤانسة كما يطرحون في قضايا الجنة والنار.
هؤلاء الدخلاء يدّعون العفة وأقصى ما لديهم منها هو التزمت الكاذب.
مصطفى ناجي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news