تكتل الأحزاب اليمنية .. طبخة جديدة من بقايا أطعمة مستهلكة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 115 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تكتل الأحزاب اليمنية .. طبخة جديدة من بقايا أطعمة مستهلكة

هل رأيتم الأم الفقيرة التي تخادع أبنائها من خلال قيامها بطبخ بقايا الطعام الذي استهلكوه في ما مضى، وإعادة تركيبه في خلطة جديدة، وتقديمه للأطفال على أنه وجبةٌ جديدة لم يعرفها أحد في العالم من قبل.

ذلك هو بالضبط ما جرى في عدن اليوم من خلال إعلان ما أسمي بــ "التكتل الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية".

كل الأحزاب والمكونات التي شاركت في اللقاء ليس بينها حزبٌ أو مكونٌ جديد يمكن اعتباره ذا مشروع ورؤية جديدين، والأهم من هذا إن الأحزاب والمكونات المشاركة تأتي بقياداتها القديمة التي استهلكها الزمن، ولم يعد لديها ما يمكن أن تقدمه لإخراج البلاد من حافة الهاوية التي تقترب منها يوماً عن يوم، وأطرف ما في كل هذه الطرافة أن يختار التكتل رئيساً له، لم يدع حزباً ولا مكوناً سياسياً ولا اتجاهاً أيديولوجياً إلا وانتمى إليه، ولا فعلاً سياسياً من أفعال خذلان الشعب والمجتمع ولا كارثةً من الكوارث التي أصابت البلاد والعباد إلا وشارك في صنعها وتدويرها، وهو من أكثر الشخصيات في الجنوب والشمال على السواء تنقلاً بين المواقف والأحزاب والقوى السياسية، فمن قيادة الانتفاضات الفلاحية في وادي حضرموت، تحت قيادة الجبهة القومية، إلى رئاسة اتحاد الفلاحين تحت قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، إلى تاج والرابطة بين القاهرة ودمشق وأبو ظبي، ثم العودة إلى الحزب الاشتراكي كجسر عبور إلى المؤتمر الشعبي العام، ثم إلى تأييد التحالف الانقلابي في العام ألفين وخمسة عشر، والتصفيق لتعبير "المنفذ الواحد"، وأخيراً رئاسة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وما أنتجته من كوارث خلال فترة ترأسه لها وأهما وآخرها منجز رفع قيمة الدولار من 225 ريال إلى ألف ثم ألفي ريال، أي بمعدل ارتفاع 800% وما يزال انهيار سعر العملة يتواصل بفضل سياسات سيادته الحكيمة، التي لم يأبه لمعالجة نتائجها الكارثية من جاء بعده لأن التلاميذ يقتدون بأستاذهم في الفضيلة والرذيلة على السواء.

وبعيداً عن الشخصنة، التي ليست دائماً معيبةً يمكن القول أن هذ التكتل قد جرى الإعلان عنه أكثر من ثلاث مرات، منها إعلان سيؤون حينما اجتمع مجلس النواب في حضرموت الوادي، وأنتج تحالف الأحزاب السياسية المؤيدة لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وترأس التحالف حينها رشاد العليمي، لكن هذه الأحزاب لم تقل شيئاً عندما صار مطلوباً من الرئيس هادي الانصراف عن المشهد السياسي. وأتذكر أن حدثاً مشابهاً قد جرى في الفترة التي تلت انعقاد مشاورات الرياض التي أسقطت الرئيس المنتخب وأتت برئيس كل تاريخه يتصل بالعمل المخابراتي والتصفيات الجسدية للمعارضين وحتى للمواطنين اليمنيين العاديين، والجنوبيين منهم على وجه الخصوص، وكان هو الواجهة الناعمة لنظام علي عبد الله صالح وتحالف 1994م سيء الصيت.

لقد علمنا تراثنا الشعبي قصة ذلك الذي أراد أن يحلب القرد، فقال له صاحبه وبالعبارة الشعبية الريفية "قبل ما تحلب الربح خايل إلى وجهه" (أي تطلع في وجهه)، وهي عبارة شعبية موجزة تلخص تجارب آلاف السنين من حياة الحكماء الشعبيين الأكثر ذكاءً من كل المثقفين والساسة والقادة والرؤساء، فالقرد الذي لا يجيد سوى الأذى والسلب والعبث لا يمكن أن يمنحك قطرةً من الحليب، فدعك من التفكير بحلبه ولا تنتظر منه خيرا ووجهه يكفي للدلالة عليه.

أعرف أن هناك مكونات وأحزاب تستمد بقايا قوة وحضور من ثرواتها المالية التي استحصلتها من عائدات الوطن ولقمة المواطن، ومن مراكزها التنفيذية والعسكرية التي تةصلت إليها بما يشبه الاغتصاب والاختطاف، لكن عددها أقل من نصف أصابع اليد الواحدة ومعظمها لم تقدم لليمن بدولتيه وشعبيه إلا الخراب والدمار والحروب وتجارة الممنوعات وتخريب الأخلاق والسياسة والحياة المدنية وتغييب الدولة القانون، أما البقية فهي مجرد فرد واحد هو الأمين العام وأحيانا بمعية نائبه وإن زاد عدد المنتميين إليها فلن يتجاوز الأفراد العشرة.

والسؤال المحوري هو: ماذا ستقدم هذه التجمعات والجماعات للوطن وأهله، مجتمعةً كانت أو متفرقةً؟

لست مع المطالبين بمنع التجمع ومقاطعته ومنع انعقاده، وإن كانت الناس لا تمتلك ترف الوقت الذي ستنفقه في متابعة اللهو الذي سيصرف في أحاديث وثرثرات المجتمعين، أقول لست ضد هذا التجمع كتجمع، لكنني أشعر بأن هذه التكتل لا يقول جديداً ولا يصنع جديداً، وأن حديث رئيس الوزراء عن كيانٍ جديد لا يعبر إلا عن فقر معلوماتي وشح في الثقافة اللغوية والسياسية معاً واستخفاف بمعلومات المواطنين وقدراتهم الذهنية، لأن بعض القائمين على هذه المكونات قد رافقوا كل الخيبات التي عاشتها اليمن، بل وكانوا سبباً رئيسياً في صناعتها وتوظيفها، مع كل التقدير والاحترام لبعض الشرفاء من الأحزاب والقادة المحترمين الذين لم يجدوا مصدراً لتمويل مكوناتهم فاختاروا السير في ركب الخيبة، هرباً من مقولة "من شذ شذ في النار" مع إن النار قد لا تختلف كثيراً عما صنعه هؤلاء الخائبون بهذا الشعب المنكوب.

قال تعالى

"ومن يتبع خطوات الشيطانِ فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر".

صدق الله العظيم


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ضربة محتمله تتعرض لها هذه المحافظة اليمنية وتحذير للمواطنين بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم البقاء في هذه الأماكن

نيوز لاين | 751 قراءة 

شاهد.. شجار عنيف بين يمنيين في السعودية وتحرك عاجل للسلطات الأمنية (فيديو)

المشهد اليمني | 661 قراءة 

قرار سعودي حاسم: ترحيل جماعي ومخاوف بين الجاليات الأجنبية

المرصد برس | 497 قراءة 

بعد الجفاف.. سيول جارفة تضرب هذا المكان (صور)

كريتر سكاي | 490 قراءة 

صفقة محتملة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة لإعادة تشغيل مطار صنعاء مقابل تصدير النفط

يني يمن | 478 قراءة 

«أنا في حياتي ما شفت منظر زي كذا».. سعودي في أمريكا يوثق الحياة الصادمة في أحد شوارع نيويورك

نيوز لاين | 403 قراءة 

بدعم سعودي.. تشكيل قوات عسكرية جديدة في شبوة وهذا هو قائدها

وطن نيوز | 401 قراءة 

اللواء بارجاش برفقة قيادات عسكرية وطبية تزور الفريق محمود الصبيحي

العاصفة نيوز | 371 قراءة 

الرياض تضبط مشاجرة جماعية.. 4 يمنيين ومواطن سعودي في قبضة القانون

العين الثالثة | 349 قراءة 

اليمنية تعلن تدشين رحلات جديدة إلى 4 دول تمر عبر 3 مطارات في اليمن

مأرب برس | 348 قراءة