الكاتب : عمر الحار
ثلاثة وعشرون حزبا نالت شرف الانتماء للوطن من جديد ، واعلنت تمسكها بالولاء الوطني المطلق له .
صحيح بان احزاب الوطن على مختلف ثقلها الوطني ، وحجمها السياسي المتفاوت ، صمتت دهرا لكنها لم تنطق كفرا بل جددت ، ايمانها الوطني على رؤوس الاشهاد يوم امس الاثنين من العاصمة المؤقتة عدن .
ونحن نعرف نومتها الطويلة بعض الشي في كهف السياسة الامريكية الذي ينسيك عمرك واهلك وولدك ، لذلك وجوب رفع الاقلام الجارحة عنهم ، والترحيب بقدومهم النضالي وعودة اطلالتهم المفقودة على الساحة الوطنية بالزخم المطلوب لمواجهة استحقاقات المرحلة .
وثمة مؤشرات ايجابية لاعلان تكتلهم الوطني الجديد ، كمظلة سياسية جامعة وعامة ، قادرة على استعادة دورها في تحريك امواج جماهيرها المجمدة و الغائبة هي الاخر عن المشهد .
و لا جدال بان القوى الدولية المحركة للعبة الحرب والسلام في اليمن ، عملت على تعطيل مفاعيل العمل الحزبي والجماهيري في المرحلة ، لمعرفتها العميقة بقوة تأثيراتها على مجريات الاحداث في الساحة الوطنية ، باعتبارها صاحبة الحق في قول كلمة الفصل فيها غدا .
وتؤكد عملية عودة الروح من جديد للاحزاب الوطنية تمسك موجهات النظام الدولي بها وبنهجها الديمقراطي في ضوء الافرازات الصعبة للانقلابات هنا وهناك ، والقصور الواضح في املأ الفراغ الكبير الناجم عن غياب الدولة ، لذلك تعمدت على تأخير دورها المطلوب حتى نهاية الشوط الاخير من الحرب بعد انضاج اشتراطاتها الوطنية والانسانية ، وبلوغ الضيق الاجتماعي من الانقلابيين الجدد مداه ، لدرجة غير قابلة للاحتمال ، ولا مفر من اتخاذ القرارات الصعبة والمتمثلة بخيارين لا ثلاث لهما زوال الشعب او زوال الانقلاب ، مما يجعل الخيار الثاني حتمي ولا مناص للقوى الدولية من تحقيقه في اخر المطاف ، بغض النظر ، عن انتهاء فترة صلاحية الانقلاب او الاكتفاء باستخدماته خلال السنوات المنصرمة من الحرب .
وقد تستجعل امريكا الوقت وتعمل على قطع الطريق على اتباعها من الانقلابيين ، وتبادر بعودة الحق الى اهله من بوابة تهيئة الجماهير وتنظيم صفوفها واعدادها لخوض معركة استعادة الدولة و النظام .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news