قبل سنة ونصف تقريباً، اجتمع المسؤولون في صندوق صيانة الطرقات تحت أضواء الكاميرات وعدسات الإعلام، وتم توقيع اتفاقية عظيمة لإقامة جولة وطريق إلى الخط الرئيسي يخدم السكان والمركبات الداخلة والخارجة إلى مدينة إنماء السكنية القديمة. التوقيع كان يحمل معه وعوداً ضخمة، بداية العمل في بداية ٢٠٢٤م، وتأكيدات بأن المشروع سيغير حياة المواطنين ويحل مشاكل الطريق التي طالما عانوا منها.
ومع حلول نوفمبر ٢٠٢٤، والمشروع ما زال حبيس الورق والتصريحات الإعلامية. نمر من نفس الشوارع المزدحمة، نتجنب الاتجاهات المعاكسة بصعوبة، ونتساءل أين هي الجولة التي وعدونا بها؟ أين الطريق الذي سيخفف عنا عناء السير عن السكان بالاتجاه المعاكس و يجنب الكثير الخطر؟
إنماء السكنية ليست مجرد مجمع سكني؛ بل هي منطقة تكتظ بسكانها يومياً، والازدحام فيها مشكلة تؤرق الجميع. مع عدم وجود مداخل ومخارج منظمة، وشارع رئيسي ضيق جدا تمر به حتى الشاحنات الكبيرة، فيضطر العديد من السائقين إلى السير في الاتجاهات المعاكسة هرباً من الاختناق المروري وعناء قطع مسافة إلى منطقة الحسوة والعودة للدوران في اتجاه جولة كالتكس، مما ينتج عنه حوادث متكررة، راح ضحيتها العديد من الأرواح والسيارات.
أن توقيع الاتفاقيات صار أسهل من شرب كوب ماء، لكن التنفيذ على ما يبدو يحتاج إلى "اتفاقية أخرى"! المسؤولون يحتفلون بالاتفاقية، ونحن نحتفل بشيء آخر كل يوم "السلامة لمن نجا من الاتجاه المعاكس".
نحن لا نطلب المستحيل، ولا نطلب مشاريع عملاقة، نطلب فقط تنفيذ المشروع الذي تم توقيع اتفاقيته، وتوجيه الزخم الإعلامي من التصريحات إلى الجرافات. لتكن لافتة "هنا سنبدأ" إشارة أمل لنا جميعاً.
فلتتحرك الجهات المختصة، ولتكن على قدر الثقة التي منحتها للناس عندما وعدتهم.
د/ عارف محمد عباد السقاف
احد سكان المدينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news