تناول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أعده الصحفي إسماعيل نعار مخاوف الدبلوماسيين وعمال الإغاثة في اليمن من الاعتقال بتهمة التجسس.
وقال نعار إن أصدقاء وزملاء شايف الحمداني السابقون لا يعرفون ما إذا كانوا سيرونه مرة أخرى أم لا، فقد تم اعتقال الحمداني، الموظف اليمني السابق في السفارة الأمريكية في بلاده، في عام 2021 من قبل مسلحين حوثيين سيطروا على العاصمة صنعاء.
وفي السنوات التي تلت ذلك، لم يُعرف سوى القليل عن قضيته أو قضايا 10 موظفين يمنيين آخرين نشطين أو سابقين في السفارة الأمريكية محتجزين معه، باستثناء أنهم محتجزون بسبب صِلاتهم بالولايات المتحدة.
ثم في حزيران/ يونيو، عاد الحمداني إلى الظهور بطريقة محزنة للغاية: ففي مقطع فيديو دعائي أصدره الحوثيون، اعترف بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقا للتقرير.
وقال آدم إيريلي، الدبلوماسي الأمريكي الذي عمل مع الحمداني في السفارة قبل أكثر من عقدين من الزمان: "لقد حطم قلبي رؤية شايف في تلك البدلة الزرقاء التي كان يرتديها في السجن، مجبرا على الاعتراف تحت الإكراه".
تم إصدار الفيديو في أوائل حزيران/ يونيو بعد أيام قليلة من قيام الحوثيين - وهي مليشيا مدعومة من إيران تسيطر الآن على معظم شمال اليمن - بسلسلة جديدة من الاعتقالات. فقد اعتقلوا ما لا يقل عن 27 من موظفي وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
وفي الأسابيع التالية، تم اعتقال العشرات من اليمنيين الذين يعملون لصالح مجموعات مماثلة.
وأثارت موجة الاعتقالات في حزيران/ يونيو مخاوف من حملة أوسع نطاقا على أولئك المرتبطين بالمنظمات الدولية والبعثات الأجنبية في اليمن.
وقد تصاعدت التوترات بين الحوثيين والغرب على مدى العام الماضي، حيث هاجم المسلحون اليمنيون الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن، وأطلقوا الصواريخ على إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، كما يقول التقرير.
ونقلت الصحيفة عن ندوة الدوسري، محللة الصراع قولها، إن القمع الحوثي واحتجاز موظفي الأمم المتحدة والموظفين الدوليين مستمر منذ خمس سنوات على الأقل. لكنها أشارت إلى أن أحدث جولة من الاعتقالات كان لها هدف أكثر تركيزا: خنق الدعم المحلي للقوى والمؤسسات الغربية.
وقالت الدوسري: "إن استهدافهم لموظفي الأمم المتحدة هو تكتيك متعمد لابتزاز التنازلات باستخدامهم كرهائن. يسعى الحوثيون إلى السيطرة على من يعمل لصالح الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتثبيت الموالين لهم للحصول على السيطرة الكاملة على المساعدات الدولية".
وذكر التقرير، أن اليمن موطن لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. أكثر من نصف السكان - حوالي 18.2 مليون شخص - يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة. وهذا يجعل عمل منظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية أكثر أهمية.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية موجة الاعتقالات الأخيرة واتهمت الحوثيين بمحاولة نشر معلومات مضللة من خلال اعترافات قسرية ومزيفة متلفزة حول أدوار أعضاء يمنيين حاليين وسابقين في السفارة الأمريكية.
وقال تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، في مقابلة: "نحن منزعجون للغاية لرؤية زملائنا بهذه الطريقة، والذين لم يفعلوا جميعا، دون استثناء، شيئا غير مخلص لليمن. هذه الاعترافات القسرية ملفقة بالكامل. إنها مسرحية".
أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء في عام 2015 بعد أن استولى الحوثيون على السلطة بالقوة في العاصمة، ويعمل السفير الآن من العاصمة السعودية الرياض.
وليس من الواضح بحسب التقرير، ما إذا كانت أي اتهامات قد وجهت إلى من تم اعتقالهم مؤخرا. لكن الحوثيين اتهموا الحمداني والآخرين الذين اعتقلوا في عام 2021 بالتآمر ضد البلاد واتهموهم بأنهم جزء من "خلية تجسس أمريكية إسرائيلية".
ووفقا لعائلته، توفي شخص واحد على الأقل اعتقل في حزيران/ يونيو، وهو محمد ناجي خماش (55 عاما)، في حجز الحوثيين الأسبوع الماضي.
وفي حديث علني بعد نشر الاعترافات المسجلة بالفيديو، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إن أعضاء شبكة التجسس المزعومة الذين تم اعتقالهم في عام 2021 لديهم دوافع "تخريبية" وراء عملهم الإنساني.
في مقطع الفيديو الحوثي، يزعم الحمداني أنه عمل بأوامر إيرلي، الدبلوماسي الأمريكي.
كتب إيرلي على وسائل التواصل الاجتماعي في حزيران/ يونيو: "هذا الفيديو كاذب ومروع. نعم، عمل شايف الحمداني معي في السفارة الأمريكية في صنعاء. لا، لم يكن أي منا جاسوسا. لقد أدرنا برامج تعليمية وثقافية، بموافقة الحكومة اليمنية، لتطوير مؤسسات حرة ومستقلة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news