بقلم | صدام اللحجي :
عيد ثورة 14 أكتوبر، الذي كان يومًا رمزًا للتحرر والنضال في الجنوب اليمني، يحل هذا العام في لحج وغيرها من المحافظات الجنوبية وسط ظروف اقتصادية صعبة، تجعل الكثير من المواطنين يتساءلون: بأي حال عدت يا عيد؟ فرحة الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية باتت خافتة أمام واقع مؤلم، حيث أصبحت الهموم المعيشية تطغى على روح المناسبة.
في لحج، التي كانت ولا تزال مهدًا للثورات والنضالات، يعيش السكان واقعًا مريرًا؛ فالأسعار ترتفع بشكل جنوني، وسعر صرف السعودي تجاوز 520 ألف ريال يمني، مما جعل الحياة أكثر صعوبة وتعقيدًا. المواطنون يعانون من تدهور قوتهم الشرائية بشكل غير مسبوق، حيث لم تعد الرواتب تكفي لسد أبسط احتياجاتهم اليومية. في ظل هذا التضخم المستمر، بات الحصول على الحاجات الأساسية مثل الطعام والدواء والنظافة حلماً بعيد المنال للعديد من الأسر.
مع حلول عيد ثورة أكتوبر، يشعر الكثيرون أن النضال الحقيقي اليوم لم يعد فقط ضد قوى الاحتلال أو الاستبداد، بل ضد الفقر والجوع الذي ينهش في عظام الناس. كيف يحتفل المواطن بذكرى الثورة المجيدة وهو لا يجد ما يسد به رمق عائلته؟ كيف يرفع الأعلام ويهتف للحرية والاستقلال، في حين أن حياته تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم؟
الكثير من أبناء لحج يعيشون اليوم تحت وطأة الديون والتخلي عن أبسط سبل الرفاهية. المعاشات والرواتب بالكاد تكفي لتغطية النفقات الأساسية، إن توفرت أساسًا. هذا الواقع المرير يجعل عيد الثورة يمر وكأنه يوم آخر في تقويم يعج بالصعوبات والتحديات، حيث الأمل يظل معلقًا بمستقبل أفضل.
الاحتفال بثورة أكتوبر هذا العام يحمل في طياته تساؤلات حقيقية حول ما حققته الثورة من أهداف، وكيف أصبحت الأوضاع اليوم أسوأ مما كان عليه الحال في الماضي. في ظل هذه المعاناة، تظل الروح الوطنية حية في قلوب الكثيرين، لكنهم يطالبون بأن تكون الثورة الاقتصادية والاجتماعية هي العيد الحقيقي الذي يغير واقعهم المعيشي ويعيد لهم كرامتهم المهدورة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news