“أحمد جميل”.. شاب عشريني في تعز سخر التواصل الاجتماعي للمبادرات الخيرية

أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” – نسيم الشرعبي:

يقوم شباب ورواد في مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) بالاستفادة من مكانتهم المجتمعية بشكل إيجابي فيما يخدم المصلحة العامة والجانب الإنساني في المدينة.

وفي هذا السياق يلتقي “يمن ديلي نيوز” بأحد شباب مدينة تعز المؤثرين على السوشيال ميديا، الذي كان له حضورا في العديد من المشاريع الخيرية المفيدة للمجتمع والمحتاجين.

البداية الأولى

أحمد جميل الملقب بـ(الجرنوع) “23عاماً” من سكان مدينة تعز يقول لـ”يمن ديلي نيوز”: أنشأت صفحتي في الفيسبوك في 2018 وكان محتواها في البداية متنوع كالرياضة ونقل صورة إيجابية عن تعز وما إلى ذلك.

يشرح جميل بدايته التي أقحمته إلى مجال المبادرات الخيرية قائلا: بدايتي في الأعمال والمبادرات الخيرية كانت قبل سنتين عندما كنت ماشي بسوق ديلوكس في أحد أيام فصل الشتاء قرابة الساعة 3 فجراً، ولفت انتباهي فئة من الناس الذين ليس لديهم مأوى الأرصفة وأجسامهم ترتعش من البرد ويحاولون تدفئة أنفسهم بالكراتين والشيلات.

وتابع: “بعد ذلك قلت لنفسي لماذا لانقوم بمساعدة هؤلاء الناس وتوفير بطانيات لهم، وقمت بتصويرهم ونشرت معاناتهم في صفحتي الفيسبوك، وتفاجأت بأن الموضوع لقي تفاعلا من فاعلي الخير ووفرنا لهم البطانيات ووزعناها لهم على دفع عديدة بتعاون العديد من شباب المدينة المتطوعين.

وأشار أحمد إلى أن دعم فاعلي الخير تزايد حينها من خلال التواصل معه وتقديم المساعدات، فدفعه ذلك للإقدام على خطوة جديدة وهي شراء ملابس شتوية وتوزيعها على الفئات المحتاجة.

التصرف الإيجابي

يتحدث أحمد جميل عن سبب متابعة الناس في التواصل الاجتماعي قائلا: “الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ماتتابعك عشان شكلك أو لونك، وإنما تتابعك بسبب محتواك خصوصاً إذا كان هادف ويساهم بمساعدة الأشخاص الكادحين والوقوف معهم.

وأردف: “عندما يكون محتواك يساهم بمساعدة الناس، حينها يتفاعل معك الكثير وتبدأ بمشاركة أعمالك والمبادرات الخيرية التي تقوم بنشرها، وأنا كشخص لدي متابعين كثير قررت أستغل هذا الشي بشكل إيجابي يفيد الناس والقيام بالمبادرات الخيرية”.

دعم المبادرات

لم يكتف الشاب أحمد بالأعمال والمبادرات الخيرية فحسب، وإنما جعل من صفحته على فيسبوك منصة تعريفية بأصحاب المشاريع الصغيرة ومن يمتلكون مواهب كالرسم والشعر وغير ذلك.

يقول لـ”يمن ديلي نيوز” إنه يقوم بنشر صور أصحاب المشاريع الصغيرة كمالكي البسطات تشجيعاً منه لهم ولكي يتعرف عليهم الناس، وكذلك أصحاب المواهب العديدة الذين لايمتلكون العديد من المتابعين على صفحاتهم.

ويضيف: أحمد: “عندما أشاهد أشياء كهذه أرى أنها تستحق أن أشاركها على صفحتي والحديث عنها ودعمها ونحن بذلك مش خسرانين شي”.

مواجهة التحديات

من الطبيعي أن يجد أي شخص تحديات وانتقادات في حياته، ولكن تختلف ردة الفعل من شخص إلى آخر، خصوصاً الأشخاص القائمين على الأعمال والمبادرات الخيرية.

وفي حديثه يشرح أحمد الجرنوع أبرز التحديات والانتقادات التي صادفته في عمله الإنساني وكيفية تعامله معها قائلاً: “التحديات التي أواجهها هي الانتقادات السلبية من البعض اللذين يظنون بأنه أنا أستفيد مادياً من المبادرات التي أقوم بها، لكن أي مبادرة وعمل خيري إنساني أقوم به أكون قاصد به الأجر والثواب من الله فقط”.

وأضاف: كل تلك الانتقادات السلبية لاتعني له شيئاً، ولا تحبطني عن عمل الخير وإنما تزيد من شغفي للإقدام على مبادرات وأعمال خيرية. مؤكداً بأنه لايعتقد أنه يوجد شي سيمنعه من مواصلة الأعمال الإنسانية.

إدخال البسمة

ويتحدث “أحمد جميل” بأنه عندما يقوم بإنجاز أي عمل أو مبادرة إنسانية تعتريه فرحة كبيرة. مشيراً إلى أن فرحته تكون ناتجة من فرحة الناس البسطاء اللذين يقوم بمساعدتهم وإدخال السعادة إلى قلوبهم.

وتابع: البعض يتحدث أنني أبحث عن الشهرة وجلب المتابعين واستعطافهم معي، ولكن لو كنت أبحث عن ذلك كان بإمكاني أن أفعل محتوى آخر هادف وبلاقي متابعين أكثر مما أنا عليه الآن، ولكن هذا ليس هدفي الأساسي، وإنما هدفي الرئيسي هو عمل الخير ونيل الأجر والثواب من الله تعالى، وجعلت من صفحتي نافذة لمساعدة الناس البسطاء وأرحم الراحمين عارف بكل نية شخص”.

مواقف إيجابية

وأردف: أفضل موقف إيجابي حصل لي منذ بدايتي في العمل الإنساني هي المبادرة التي قمنا بها بمساعدة الرسام المرحوم “سامي القطابري” أحد أفضل الرسامين باليمن، حيث كان يسكن في (صندقة) قديمة جداً، وقمنا بعمل مبادرة خيرية له وتفاعل معها عدد كبير من فاعلي الخير، وقمنا بتجهيز سكن يليق به وبفنه الذي يمتلكه وتوفير له معدات رسم لكي يمارس هوايته، ولكن للأسف لم يستمر في ذلك السكن الجديد سوى شهرين فقط وفارق الحياة”.

كما قام الشاب “أحمد الجرنوع” مع عدد من الشباب المتطوعين في مدينة تعز بالقيام بمبادرة إصلاح جسر (وادي المعسل) الذي سقطت منه عدة مركبات، مادفع أحمد للقيام بمبادرة استجاب لها فاعلي الخير، وأنجز الشباب إصلاح ذلك الجسر وتحديثه في بضعة أيام قليلة.

وتابع: “مبادرة قمت بها هي لامرأة كانت تجهز العشاء لأطفالها فكانت الدبة الغاز تسرب ووقعت شرارة نار عليها أدت إلى حريق ثلاثة من أطفالها”.

وتابع: “حدثوني الناس بأن تلك الأسرة حالتهم صعبة جداً، فقمت بالذهاب لقسم الحروق بمستشفى الثورة العام وزرت الأطفال، وتفاجأت بأن والدهم لايمتلك قيمة مرهم للحروق، فصورت الاطفال وشرحت الحادثة ونشرتها في صفحتي وتفاعل معها فاعلي الخير، ووصلت لي مبالغ مالية وعسل للحروق، وقمت بتسليمها للأسرة المتضررة ووثقت ذلك أيضاً”.

نصيحة للشباب

وفي حديثه قدم “الجرنوع” نصيحة للشباب الذين يستغلون شهرتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي خصوصاً قائلا: : “كل شخص في مواقع التواصل يمثل نفسه فقط ويعكس صورة مصغرة على البيئة التي تربى فيها، وأنصحهم بأن يستغلوا شهرتهم بشي يفيد الناس والمجتمع بشكل عام”.

واختتم أحمد الجرنوع حديثة قائلاً: “أبناء تعز رغم حصار الحوثي ورغم كل شي إلا أنهم متكاتفين خصوصاً أثناء العمل الخيري والإنساني، يمكن نلاقي ناس ينتقدوا مانقوم به ويظهروا صورتنا بشكل سلبي في مواقع التواصل الاجتماعي لكنهم قليلين جداً، والكثير من أبناء الحالمة تعز واقفين معانا ويشجعونا على مواصلة الاعمال والمبادرات الخيرية لإنهم يحبون مدينتهم، وكذلك أبناء المدينة المغتربين خارج الوطن يتعاونون معنا في أي مبادرة تصب في مصلحة مدينة تعز”.

مرتبط

الوسوم

محافظة تعز

أحمد جميل الجرنوع

المبادرات الخيرية

التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط