مازالت الأمراض والأوبئة تغمر الأراضي الفلسطينية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة بعد هجمات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، تلك البداية التي مر عليها 365 يوما تفشى فيها المرض وسيطر على أجسام الملايين من الأهالي والأطفال الفلسطينية.
الفشل الكلوي والأمراض الجلدية أبرز الأمراض في غزة
تربعت الأمراض الجلدية على عرش الأوبئة داخل مخيمات النازحين في غزة منذ بداية عام الإبادة من قبل قوات العدو الإسرائيلي، تلك الحرب التي تسببت في انتشار العديد من الأوبئة نتيجة عدم النظافة وقلة المُساعدات الإنسانية، إذ كان الجرب والجدري المائي من أبرز الأمراض المُنتشرة.
وبالإضافة إلى انتشار أمراض مثل السرطان، الفشل الكلوي، والالتهاب الكبدي الوبائي، يواجه الأطفال النازحون في المخيمات الفلسطينية تحديات صحية خطيرة.
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 100 ألف شخص في غزة فقدوا حياتهم بسبب الفشل الكلوي، في حين يعاني 12 ألف مريض بالسرطان في القطاع من نقص حاد في الأدوية الأساسية، بما في ذلك المسكنات
شلل الأطفال والتهاب السحايا
وفي سياق آخر، انتشر التهاب السحايا وشلل الأطفال في قطاع غزة، مما دفع مسؤولي الصحة والمساعدات إلى إطلاق حملة تطعيم تستهدف 200 ألف طفل في شمال القطاع، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة مثل القيود على الحركة، أوامر الإخلاء، ونقص الوقود، تمضي الحملة قدمًا.
ويأتي ذلك بعد تطعيم أكثر من 446 ألف طفل فلسطيني في وسط وجنوب غزة خلال شهر سبتمبر الماضي، ويُعتبر شمال القطاع الأكثر تضررًا جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
ومن جانبه، أوضح الدكتور موسى عابد من وحدة الرعاية الأولية في وزارة الصحة بغزة، أن الفرق الطبية بدأت تطعيم الأطفال في شمال القطاع رغم النقص الشديد في الوقود والتحديات الأخرى.
جدري الماء والطفح الجلدي
وفي الوقت نفسه، أشار خبراء إلى وجود تقرحات وبقع حمراء وبيضاء على أجساد بعض الأطفال في غزة، كما يعاني العديد من السكان من التهابات جلدية تتنوع بين الجرب، جدري الماء، القمل، والقوباء، إلى جانب أشكال أخرى من الطفح الجلدي المؤلم.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 150،000 شخص في الأراضي الفلسطينية أصيبوا بأمراض جلدية نتيجة الظروف المعيشية المزرية التي فرضت على سكان غزة النازحين منذ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023.
وأفادت الصحة العالمية بتسجيل 96،417 حالة من الجرب والقمل، 9،274 حالة من جدري الماء، 60،130 حالة من الطفح الجلدي، و10،038 حالة من القوباء، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة هندستان تايمز.
تراكم الأوساخ يزيد من انتشار الجرب
وأشار الخبراء إلى أن انتشار الجرب وجدري الماء يتركز في المناطق الساحلية من غزة، وقال الدكتور سامي حامد، صيدلي يدير عيادة مؤقتة في مخيم دير البلح، إن الأطفال يعانون من الطقس الحار وقلة توفر المياه النظيفة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد أبو مغيصيب، المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، لوكالة فرانس برس، أن الأطفال معرضون للأمراض بسبب لعبهم في الخارج ولمسهم للأشياء وتناولهم الطعام دون غسله، كما أشار إلى أن الطقس الحار يؤدي إلى التعرق وتراكم الأوساخ، مما يزيد من حالات الطفح الجلدي والحساسية التي قد تتحول إلى التهابات عند خدشها.
وتزايدت أيضًا انتشار أمراض أخرى في مخيمات النازحين بسبب سوء النظافة، حذرت الصحة العالمية من تسجيل 485 ألف حالة إسهال، مشيرة إلى أن 1.9 مليون شخص أصبحوا نازحين في غزة من أصل 2.4 مليون نسمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news