خلال عام من الإبادة الجماعية، لم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي على كل ما هو حضاري وحضري في قطاع غزة إنما امتد ليشمل العقول والنخب من أكاديميين وأطباء ومهندسين وخبراء تكنولوجيا معلومات.
ويشكل هذا الاستهداف المتواصل تهديدا للبنية التحتية الثقافية والأكاديمية في القطاع والتي تعتبر من أهم أسس التنمية والتقدم.
واعتبر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، استهداف الأكاديميين والنخب الفلسطينية "سلوكا ضمن نمط ممنهج اتبعه الجيش الإسرائيلي" منذ بداية حرب الإبادة.
وقال للأناضول، إن هناك "رؤية إسرائيلية ممنهجة تستهدف العقول الفلسطينية ليس فقط من الأكاديميين إنما من الأطباء والمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات".
وأوضح أن هذا الاستهداف يأتي في إطار "جريمة الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأشار عبده إلى أن "ما يعزز احتمال تعمد استهداف إسرائيل لكافة مقومات الحياة في قطاع غزة ما أقدمت عليه القوات الإسرائيلية من تدمير منهجي وواسع النطاق للأعيان الثقافية، ومنها التاريخية".
واستكمل قائلا: "دمرت إسرائيل بشكل مباشر جميع الجامعات في قطاع غزة، وبعضها تعرضت للنسف والتفجير المتعمد".
وبحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الجيش الإسرائيلي دمر منذ 7 أكتوبر نحو 125 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و337 بشكل جزئي.
بينما وثق المكتب الإعلامي الحكومي، أسماء أكثر من 130 من العلماء والأكاديميين وأساتذة الجامعات والباحثين الذين قتلتهم إسرائيل في حرب الإبادة المستمرة التي خلفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وترصد الأناضول أبرز الأكاديميين والنخب الفلسطينية الثقافية والمهنية التي اغتالتهم إسرائيل:
أولا الأكاديميون:
سفيان تايه، رئيس الجامعة الإسلامية
عالم فيزياء فلسطيني وباحث بمجالي الفيزياء والرياضيات التطبيقية، ولد عام 1971، وشغل منصب رئيس الجامعة الإسلامية بغزة في أغسطس/ آب 2023. قتل برفقة عائلته في غارة إسرائيلية استهدفت منقطة الفالوجا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
عدنان البرش، أستاذ كلية الطب في الجامعة الإسلامية
واحد من أشهر جراحي العظام في غزة. حصل على الزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن بعد تخرجه من الجامعة الأردنية عام 2009 إضافة إلى حصوله على البورد الأردني والعربي.
في 2 مايو/ أيار الماضي أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن مقتله داخل سجون إسرائيل بعد أشهر من اعتقاله أثناء مزاولة عمله بأحد مستشفيات القطاع.
ناصر أبو النور، عميد كلية التمريض في الجامعة الإسلامية
حصل على درجة الماجستير في إدارة التمريض من جامعة ماركيت والدكتوراه في سياسات الرعاية الصحية من جامعة أكرون في الولايات المتحدة.
قتل برفقة عائلته في قصف إسرائيلي يوم 21 فبراير/ شباط الماضي استهدف منزله في حي الجنينة بمدينة رفح جنوبي القطاع.
4. نعيم بارود، عميد كلية الآداب بالجامعة الإسلامية
شغل منصب عمادة كلية الآداب في الجامعة الإسلامية 2021-2022، كما كان عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية. أصدر عددا من المؤلفات الأكاديمية والعلمية في مجال الجغرافيا.
قتل رفقة عدد من أفراد أسرته بقصف إسرائيلي استهدف منزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في 25 أكتوبر الماضي.
5. جهاد المصري، مدير جامعة القدس المفتوحة بخان يونس
شغل منصب رئيس مركز التاريخ الشفوي بجامعة القدس المفتوحة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، والمساعد الأكاديمي والإداري لمدير جامعة القدس المفتوحة في رفح من 2003 – 2022. بعد ذلك تقلد منصب مدير جامعة القدس المفتوحة بخان يونس حتى تاريخ مقتله في 29 أكتوبر الماضي.
6. أحمد الدلو، عميد كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة فلسطين
كان عميد كلية الطب بجامعة فلسطين. قتل برفقة 43 فردا من عائلته بقصف مباشر استهدف منزله بمدينة غزة في 19 أكتوبر الماضي.
7. أحمد أبو عبسة، عميد كلية الهندسة بجامعة فلسطين
شغل منصب أستاذ مساعد في كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين، ثم منصب عميد كلية الهندسة التطبيقية. قتل بقصف إسرائيلي استهدفه بشكل مباشر في 13 ديسمبر الماضي.
8. إبراهيم الأسطل، عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية
أستاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات. حصل على درجة الدكتوراه عام 1996. قدم عدة دورات تدريبية في جامعة العين وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالإمارات، وترأس تحرير مجلة "الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية"، كما نشر عددا من الأبحاث باللغتين العربية والإنجليزية في مجلات محلية وعالمية. تقلد عمادة التربية في الجامعة الإسلامية عام 2019 حتى تاريخ مقتله بقصف إسرائيلي في 23 أكتوبر الماضي.
9. تيسير إبراهيم، عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية
حصل على درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا عام 2012. شغل عدة مناصب أكاديمية في الجامعة الإسلامية وصولا إلى عمادة كلية الشريعة والقانون في 2021 حتى تاريخ مقتله مع عدد من أفراد أسرته في 17 أكتوبر الماضي.
10. سعيد الزبدة، رئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية
متخصص في الهندسة الكهربائية شغل منصب رئاسة الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية حتى تاريخ مقتله مع عدد من أفراد أسرته بقصف استهدف منزله في 31 ديسمبر 2023.
11. رفعت العرعير، عضو هيئة تدريسية في الأدب الإنجليزي بالجامعة الإسلامية
قتل في 8 ديسمبر الماضي في قصف إسرائيلي لشقة كانت تؤويه وعائلته بعد أسابيع من تلقيه تهديدات بالقتل عبر الإنترنت والهاتف من حسابات إسرائيلية، وفق ما نقله المرصد الأورومتوسطي عن شهود عيان وروايات عائلية.
أثار مقتل العرعير صدمة لطلبته وزملائه حيث نعته شريحة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، معيدة نشر تغريداته ومقاطع مصورة له تصف قسوة الواقع في غزة.
ثانيا- الأطباء
بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي، فقد قتل خلال حرب الإبادة نحو 885 فلسطينيا من الطواقم الطبية بغزة، تم رصد أبرزهم كالتالي:
مدحت محيسن، مدير مستشفى الوفاء للمسنين
قتل بقصف إسرائيلي استهدف مستشفى الوفاء للمسنين ما تسبب أيضا بإصابة عدد آخر من الأطباء في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
عام2020 شغل منصب عضو لجنة الطوارئ عن مدينة غزة والوكيل المساعد بوزارة الصحة الفلسطينية.
حسام حمادة، مدير دائرة الباثولوجي في مجمع الشفاء الطبي
مدير قسم الباثولوجي (علم الأمراض) في مجمع الشفاء كما عمل محاضرا في كلية الطب في جامعتي الأزهر والإسلامية.
قتل متأثرا بإصابته بصاروخ إسرائيلي في منطقة سكنه قرب دوار أنصار غرب مدينة غزة، حيث كان يخلي عائلته من المنطقة للبحث عن مكان أكثر أمانا آنذاك. تم العثور على جثته في 23 يناير/ كانون الأول الماضي.
3. محمد نمر قزعاط، استشاري جراحة أطفال وجراحة عامة
تلقى تعليمه الجامعي والدراسات العليا في مصر وبريطانيا ويعتبر من مؤسسي قسم جراحه الأطفال في مجمع الشفاء الطبي تقلد عدة مناصب منها رئيس قسم جراحة الأطفال في الشفاء. قتل برفقه نجله يوسف طبيب الأسنان في غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط القطاع في 12 مايو/ أيار الماضي.
4. إياد الرنتيسي، طبيب أمراض نسائية
شغل سابقا منصب رئيس قسم الولادة بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. قتل تحت التعذيب في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أسبوع من اعتقاله أثناء اقتحام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.
5. همام اللوح، أخصائي أمراض وزراعة الكلى
متخصص في الأمراض الباطنية وأمراض الكلى وحصل على المركز الأول في البورد الأردني والعربي. رفض النزوح إلى جنوب قطاع غزة وقتل بغارة إسرائيلية استهدفت منزله بمدينة غزة في 12 نوفمبر الماضي.
6. عمر فروانة، طبيب أمراض نسائية
عمل أستاذا مساعدا في كلية الطب البشري التابعة للجامعة الإسلاميّة، وشغل لاحقا منصب عمادة الكلية. قتل برفقة زوجته وأبنائه وأحفاده في غارة إسرائيلية على منزله في حي تل الهوى جنوب غرب غزة في 15 أكتوبر الماضي.
7. رأفت لبد، مدير مستشفى الباطنة في مجمع الشفاء
شغل إدارة مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة، وتولى مسؤولية تدريب الأطباء في المستشفى الإندونيسي. قتل بغارة إسرائيلية في 18 نوفمبر.
ثالثا- خبراء بتكنولوجيا المعلومات
وثق المرصد الأورومتوسطي استهدافا ممنهجا لعشرات المبرمجين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والعاملين في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب تدمير مقار شركاتهم، وذلك في إطار الإبادة الجماعية، وجاء أبرزهم كالتالي:
هيثم النباهين، مهندس برمجيات
واحد من أمهر الخبراء في مجال الهندسة البرمجيات، قتل برفقة زوجته في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحا إليه في 14 مارس/آذار الماضي.
طارق ثابت، مدير برامج حاضنة "يوكاس" التكنولوجية
وهي حاضنة تابعة للكلية الجامعية بغزة. وكان ثابت قد تخرج من برنامج زمالة (
Hubert H. Humphrey
) الأمريكي. قتل برفقة عدد من أفراد عائلته بقصف إسرائيلي على منزله في 31 أكتوبر الماضي.
3. براء السقا، مهندس برمجيات
السقا مؤسس شركة (
DITS
) ومتخصص في برمجة المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهاتف الذكي (
Senior and lead developer
)، عمل في العديد من الشركات المتخصصة في المجال، منها مديرًا تقنيًا في شركة (
CTO
)، وكان ينشط في تقديم الدورات البرمجية وورشات العمل المختصة. قتل برفقة زوجته الحامل بطفلهما الأول بقصف إسرائيلي في 21 نوفمبر الماضي.
كما قُتل عدد آخر من خبراء تكنولوجيا المعلومات، منهم "محمد العطل" في 26 أكتوبر، و"حمزة الشامي" في 2 نوفمبر، و"عبيدة خاطر" في 20 ديسمبر، و"أنس الشيخ" في 9 من الشهر نفسه، و"عبد الرحمن حمادة" في 15 مارس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news