كشف نائب وزير الخارجية، مصطفى أحمد النعمان، عن إخفاق مساعي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، في فتح قنوات اتصال رسمية ومباشرة مع الإدارة الأمريكية في واشنطن، مؤكداً أن الجانب الأمريكي تمسك برفض أي حوارات تتجاوز إطار الشرعية اليمنية المعترف بها.
وفي تفاصيل أوردها خلال مقابلة مع قناتي "العربية" و"الحدث"، أوضح النعمان أن المحاولات التي بذلها الزبيدي للتواصل مع الحكومة الأمريكية لم تجد استجابة، حيث لم تمنحه واشنطن أي فرصة للتعامل الرسمي المباشر.
الوفد الرسمي والجوازات اليمنية
وبدد النعمان اللبس حول طبيعة الحضور الأخير في نيويورك، مشيراً إلى أن تواجد الزبيدي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تم بصفته عضواً في الوفد اليمني الرسمي الذي قاده رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي. ولفت إلى أن كافة أعضاء الوفد، بمن فيهم ممثلو المجلس الانتقالي، استخدموا جوازات سفر رسمية صادرة عن "الجمهورية اليمنية" للدخول إلى الأراضي الأمريكية.
هواجس "الدويلة" وتداعيات حضرموت
وأبدى نائب وزير الخارجية مخاوفه من انزلاق الأوضاع في جنوب البلاد نحو سيناريو مشابه لنموذج "أرض الصومال" عبر إنشاء دويلة صغيرة، محذراً من أن فرض واقع جديد في حضرموت لن يؤدي إلا لمضاعفة معاناة المواطنين. واعتبر النعمان أن تحركات المجلس الانتقالي في حضرموت تصب في مصلحة مليشيات الحوثي، مشدداً على أن مكافحة الإرهاب هي مهمة تضطلع بها الحكومة بكافة مكوناتها وليست حكراً على طرف بعينه.
تمثيل الجنوب ومسار الحوار
وفي سياق تقييمه للدور السياسي، ذكر النعمان أن السلطة تتعامل مع "الانتقالي" كشريك ضمن قوام الشرعية، معرباً عن أمله في عودة المجلس إلى طاولة الحوار والعمل الحكومي المشترك. واتهم المجلس بـ "اختطاف القضية الجنوبية" وادعاء تمثيلها بشكل حصري، مؤكداً أن الانتقالي لا يمثل كافة أبناء الجنوب، ومحذراً من أن الاستمرار في هذا النهج قد يجر البلاد إلى "نقطة اللاعودة".
واختتم النعمان حديثه بالتحذير من أن المساس بوحدة الأراضي اليمنية قد يحول الدولة إلى بؤرة اضطراب إقليمي، مشبهاً التطورات في المحافظات الجنوبية بما يشهده السودان، ومعرباً عن صدمته من تحول المجلس من شريك سياسي إلى طرف ينقلب على الشرعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news