لحج | صدام اللحجي :
تعاني لحج، كغيرها من المحافظات الجنوبية، من مشكلات معقدة تتشابك فيها الأوضاع السياسية والاقتصادية. ومن أكثر التحديات التي تواجهها المحافظة اليوم هو النفوذ المتزايد لأولئك الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الصالح العام. هؤلاء "المطبلون" هم من يروجون لأجندات سياسية ويخدمون أطرافاً معينة مقابل مكاسب شخصية، سواء كانت مناصب أو امتيازات، دون أي اعتبار لمصلحة المواطن أو التنمية المستدامة.
يتغذى هؤلاء على التملق والدعم الظاهري للقوى المهيمنة، سواء كانت سياسية أو عسكرية، مقابل فتات من المناصب أو الامتيازات. هذه الفئة تُعرقل مساعي التغيير الحقيقي وتحول دون إحداث إصلاحات تنموية أو سياسية حقيقية. في ظل هذا الوضع، نجد أن الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، والبنية التحتية تظل متردية، بينما ترتفع معدلات الفقر والبطالة.
وفي ظل هذه الظروف، يعيش المواطن العادي في لحج حالة من الإحباط، حيث يدرك أن تلك الطبقة من المنتفعين تسعى لتعزيز مواقعها لا أكثر، في حين تظل المحافظة تعاني من الإهمال والتجاهل. الخروج من هذا المأزق يتطلب إرادة جماعية ترفض الخضوع للمصالح الضيقة، وتعمل على تعزيز الشفافية والمحاسبة في إدارة شؤون المحافظة.
تبقى معاناة لحج في ظل هيمنة المطبلين وأصحاب المصالح الشخصية، يتضح أن التحدي الأكبر يكمن في قدرة المجتمع المحلي على التصدي لهذه الممارسات التي تعيق التنمية والإصلاح. إن المستقبل المشرق للمحافظة لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود المخلصة التي تسعى إلى خدمة الصالح العام بعيداً عن الحسابات الشخصية الضيقة. الأمل معقود على وعي المواطن "اللحجي" وقدرته على رفض هذه الأجندات الفاسدة ، والعمل نحو بناء مستقبل أفضل يتسم بالعدالة والشفافية، حيث تصبح لحج قادرة على استثمار مواردها وطاقاتها البشرية في تحقيق النهوض والتنمية الشاملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news