مصير حزب الله بعد مقتل حسن نصر الله

تحاول إسرائيل، بكل ما لديها من إمكانيات، أن تنال من "غريمها اللدود"، حسن نصر الله، ولا يهمها الطريقة التي تقود بها عمليات الاغتيال التي تنفذها ضد معظم قيادات "حزب الله"، إلا أن السؤال الأكثر إثارة في هذه الأيام هو: ماذا لو قُتل نصر الله فعلاً؟

بعد ورود أنباء في الإعلام الإسرائيلي عن نجاح عملية استهداف الجيش الإسرائيلي مقر القيادة في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم الجمعة، يتحقق الجيش الإسرائيلي مما إذا كان نصر الله داخل المكان المستهدف بالغارة.

وفي ظل الغموض الذي يلفّ مصير أمين عام الحزب، يشير خبراء سياسيون إلى أن مقتل نصر الله سيشكل ضربة قاضية للحزب ومصيره ووجوده، غير مستبعدين مقتله في أي وقت.

ماذا لو قُتل نصر الله؟

يشير الخبير السياسي الدكتور مهند العزاوي، إلى أن "اغتيال حسن نصر الله أمر وارد، وهو قرار سياسي إسرائيلي، وأعتقد أنه في دائرة الاستهداف حالياً، ومقتله يعني إسدال الستار على أسرار عميقة تتعلق بإدارة هذا الحزب وعملياته خارج الأراضي اللبنانية".

ويضيف العزاوي، لموقع "إرم نيوز": "بانتهاء حياة نصر الله، لا أعتقد أن يبقى الحزب متماسكاً، وربما يعود إلى دائرة ضيقة، وقد تتخلى عنه إيران كواجهة لوكيل قوي، ويمكن قتله كما قُتلت القيادات المهمة في حال اتخذ القرار بذلك".

فيما يؤكد الخبير السياسي عامر السبايلة، لـ"إرم نيوز"، أن "ضرب حسن نصر الله بهذه الطريقة قد يكون ضربة لكل مَن يخلفه، فهناك شخصيات مهمة تشق طريقها نحو القيادة مثل هاشم صفي الدين، ولكن إن قُتل حسن نصر الله، فستكون هذه ضربة على الصعيد المعنوي والسياسي والهرمي لحزب الله".

ويتابع: "فكرة خلافة نصر الله في ظل غياب كل الشخوص المحتملة لخلافته مشكلة كبيرة، والواضح أن إسرائيل لن تقف عن ذلك، بل ستستمر في استهدافه بشكل أكبر في المرحلة المقبلة".

ويقول الخبير السياسي جيفري ميلر، إن "الإجابة البسيطة تتمثل في أن لا أحد يعرف ما الذي سيحدث.. فنحن في منطقة مجهولة. نحن ننتظر تأكيد مقتل نصر الله، ولكن هناك شيء واحد واضح: لا يوجد رابحون، والمدنيون الأبرياء هم الخاسرون".

ويضيف ميلر، لـ"إرم نيوز": "نحن بحاجة إلى المزيد من خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية، وقبل كل شيء وقف إطلاق النار".

وفي سياق متصل، صرح مسؤول إسرائيلي رفيع بأن الوقت لا يزال مبكرًا لمعرفة ما إذا كانت الضربة التي استهدفت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مساء الجمعة، قد حققت هدفها، إلا أن تاكيد ذلك قد ياتي في أي لحظة.

وأضاف المسؤول لشبكة "سي أن ان": "إنها مسألة وقت..."، موضحًا أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للحصول على التأكيد النهائي، مشيرًا إلى أنه استغرق أسابيع سابقًا للتحقق من نجاح عملية استهدفت القيادي في حماس، محمد الضيف، في غزة خلال الصيف الماضي.

وأكد المسؤول أن قرار استهداف نصر الله كان "قرارًا صعبًا للغاية"، مضيفًا أن التحقق من نجاح العملية قد يحدث في أي لحظة، وذلك يعتمد بشكل أساسي على المعلومات الاستخبارية. وأوضح أن الجهات المستهدفة عادة ما تحاول إخفاء هذه المعلومات.

وفي سياق متصل، عندما سئل مسؤول أمني لبناني عن حالة نصر الله بعد الغارة الإسرائيلية الضخمة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، قال لشبكة "سي أن أن": "نحن ننتظر".

وشنت المقاتلات الإسرائيلية غارات وُصفت بـ"العنيفة وغير المسبوقة" على الضاحية الجنوبية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف مقر القيادة المركزية لحزب الله في المنطقة.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الغارة كانت تستهدف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

ووصفت "يديعوت أحرنوت" الغارات الإسرائيلية بأنها الأقوى على مدينة بيروت منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان.

المصدر: إرم نيوز