الاعلامي والباحث السياسي “عبدالله اسماعيل”: الغفلة وعودة اليمني إلى طبيعته المتسامحة أسهم في عودة الامامة (حدث خاص)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 72 مشاهده       تفاصيل الخبر
الاعلامي والباحث السياسي “عبدالله اسماعيل”: الغفلة وعودة اليمني إلى طبيعته المتسامحة أسهم في عودة الامامة (حدث خاص)

يمن ديلي نيوز:

استمرارا للنقاشات التي أجراها “يمن ديلي نيوز” حول العوامل التي ساعدت الامامة في العودة مجددا إلى المشهد اليمني بعد عقود على ثورة 26 سبتمبر، ووسائل حماية وتحصين الثورة اليمنية في عقول وقلوب الأجيال، تحدث “يمن ديلي نيوز” إلى الاعلامي والباحث السياسي “عبدالله اسماعيل”.

“إسماعيل” تتطرق إلى عوامل كثيرة أسهمت في عودة الامامة تتشارك فيها جوانب غياب الوعي بخطورة الامامة، والطبيعة المتسامية والمتسامحة التي جبل عليها اليمني والتي تصل أحيانا حد السذاجة، وانشغال القوى الجمهورية خاصة بعد العام 2000 بالصراعات البينية، لكنه يؤكد على عدم اليأس في مواجهة الامامة والعمل بكل الامكانات لمقاومتها.

ويخوض الاعلامي والباحث السياسي “عبدالله اسماعيل” معركة وعي واسعة، مسخرا كل المنابر الاعلامية التي يعمل عليها في سبيل مواجهة الامامة. مؤمنا أن معركة الوعي من أهم المعارك التي يجب أن ينشغل عليها اليمنيون وخاصة العاملون في حقل الصحافة والاعلام والنشطاء على التواصل الاجتماعي.

طبيعة اليمني

يقول: الإمامة استطاعت التسلل إلى قلب الجمهورية لعدة أسباب، يمكن التطرق إلى أهمها، وأولاها: الغفلة التي سادت اليمنيين بشكل عام والنخب السياسية والثقافية والفكرية.

وتابع: هذه الغفلة لم تقرأ التاريخ جيداً، أو أنها أيضاً وقعت فيما وقع فيه اليمنيون عندما واجهوا السلالة خلال 1300 عام، والتي تتمثل في أن اليمني يعود إلى مسألة طبيعته المتسامحة والمسالمة والمتعايشة مع الآخر.

وأردف: وبالتالي عندما تتعاظم جرائم الإمامة كانت المواجهة تتم وتسقط الإمامة في فترات مختلفة من التاريخ، ثم بعد ذلك يتغافل أو يغفل الناس أو يعودون أيضاً إلى الطبيعة اليمنية التي تتسامح كثيراً على حساب عودة مشروع لم يتوقف في يوم من الأيام من ألف وثلاث مئة عام.

واستدرك: نؤكد هنا أن هذا المشروع هو استمر كمشروع، لكنه لم يحكم اليمن ألف وثلاث مئة عام وهذه فرية تاريخية كبيرة، هنالك دول يمنية في هذه الفترة حكمت ما يقارب حكم المشروع الإمامي الهادوي مجتمعاً، كالدولة الرسولية التي حكمت 225 عام.

وقال: يمكن أن يصل مجموع حكم الكهنة السلاليون لا يقترب من 300 عام، وبالتالي هذا الأمر كان متكرراً.

وأضاف: ما حدث للأسف بعد ثورة 26 سبتمبر، كان هنالك وعي متنامي، وكانت حتى النخب السياسية والدولة بشكل عام تتحرك في إطار مواجهة هذا المشروع بشكل قوانين وتشريعات، ثم بعد ذلك بدأ التراخي.. بدأ غياب هذا الوعي، ووقع الثوار في مسألة التسامح والتسامي، الذي في بعض الأحيان يصل إلى السذاجة.

وتابع: جاء ما سمي بالإتفاق بين الجمهوريين والملكيين، بعدها كانت جذوة الثورة ما زالت قوية وصمدت صمودا كبيرا لكن المشروع بدأ يتسلل في غفلة من اليمنيين والنخب الفكرية والثقافية، ثم بعد ذلك ساعدت أمور أخرى، منها الظروف والتعقيدات التي عاشتها اليمن 1990، أو بالأصح منذ بدايات تشكل جماعة الحوثي والتي كانت فقط عبارة عن خروج لهذا المشروع من السرداب إلى الواقع.

العوامل المساعدة

وحول العوامل التي ساعدت على عودة الاماميين الجدد قال الاعلامي “عبدالله اسماعيل” لـ”يمن ديلي نيوز”: في الإجابة الأولى أنا ذكرت البعد التاريخي، مسألة التسامي والتسامح والغفلة والذاكرة التي تغيب كثيراً، ولهذا نحن دائماً ما نقول من المهم اليوم أن تستعاد الذاكرة أن نشتغل على استعادة الذاكرة، الذاكرة التاريخية والجمعية لما عرفه اليمنيون عن هذه الإمامة.

وأضاف:علينا جميعاً كنخب سياسية وثقافية وفكرية اليوم أن نقوم بالتذكير بهذه المثالب ليس لاستجرار الماضي، ولكن لأخذ الدروس لاستعادة الذاكرة ولفهم ماذا نواجه.

وقال: هذا الحوثي ليس منبتاً عن تاريخه وحتى في علاقته مع إيران هي ليست العلاقة الأولى، كمشروع، ولكنه أيضاً امتداد الطبطبائي، وما جلبه من إشكالات لليمن من هذه المنطقة الجغرافية، أيضاً كما قلنا الغفلة التي سادت كذلك الجمهوريين، بعد الإسترخاء الذي حصل ما بعد السبعينات والثمانينات ثم بعد ذلك الدخول في معتركات المعترك السياسي في التسعينات.

وواصل: ربما أن العمل السياسي والإشكالات التي حصلت جعلت الأنظار تتجه إلى الصراعات البينية، ولهذا أنا مؤمن أن الجميع شارك في مسألة عودة الإماميين أو ظهور الإماميين الجدد ولا يمكن لأحد في في هذا التاريخ المفصلي الهام أن ينكر مسؤوليته الوطنية والاخلاقية عما آلت إليه الأمور من إعادة تموضع الإماميين على واجهة المشهد اليمني وهذا، كان نتيجة لكثير من الإشكالات التي رافقت العملية السياسية والفكرية والثقافية بعد عام 2000، وبالتالي كانت الكارثة عندما أسقطت صنعاء.

واستطرد: ونحن نتذكر أن هنالك من وقف مع جماعة الحوثي في حروبها ضد الدولة من 2004، ثم بعد ذلك تبني النهج الحوثي أو الإمامي في فترات مختلفة نكاية بالآخر، ثم بعد ذلك جاءت التصفيات والانتقامات وترك المشروع يتحرك في إطار الأحقاد التي ملأت الساحة، وهذا الأمر أنا أعتقد أنه كان هو أخطر ما سهل لجماعة الحوثي للمشروع الإمامي أن يعود.

واعتبر أن من المهم اليوم أن “نستوعب هذه اللحظة التاريخية وأن نعترف أن هنالك إشكال من الجميع والجميع اليوم يدركون أهمية العودة إلى معالجة هذه الأخطاء التي حدثت، وأهمها أن يكون هنالك اليوم توحد، فوطننا بحاجة إلى أن يكون هنالك عودة إلى اتفاق مبدئي على أسس الجمهورية ومنطلقاتها.

أنا رأيي – يقول “إسماعيل”- أن هذا التقصير الذي حدث من القوى الجمهورية له أسباب ذكرت بعضها، إضافة إلى ذلك التنافس الذي حصل جعل الجهود تنصب في أمور أخرى بعيداً عن تأصيل وتحصين وحماية الجمهورية و 26 سبتمبر وأهدافها.

والأمر الآخر الإشكالات التي تتعرض لها الدولة دائماً تجعل ربما الناس تنحرف قليلا عن التفكير العام أو التفكير النخبوي إلى البحث عن حلول لإشكاليات قد ربما كانت تصيب الجميع وبالتالي هذا أمر أيضاً مهم.

وقال إن “الدولة أيضاً لم تقم بواجبها في هذا الإطار إلا في الحدود الدنيا، لكن لا يمكن أن ننكر أيضاً أن هنالك جهود كبيرة للدولة وللقطاعات الخاصة وحتى للأحزاب في مسألة التذكير بالثورة والتذكير بالإمامة، لكنها كانت في الحدود الدنيا، أيضاً لم يكن هنالك وضوح وصراحة في مسألة أن هنالك سلالة ومشروع يجب أن لا يعودوا إلى المشهد.

وأضاف: اليوم يجب أن ننطلق بشكل واضح وأن يكون اليوم أو تكون هذه المواجهة مع هذا المشروع، ومع هذه السلالة هي آخر وأهم المواجهات مع هذا الفكر، لنكن اليوم صرحاء مع شعبنا لا يمكن أن تعالج المسألة بما حدث بعد 26 سبتمبر في مسألة استيعاب مشروع أو كيان يحمل هذا المشروع بأي شكل من الأشكال لأنه لن يكون هذا الكيان أو هذا التشكيل مخلصاً للوطن إلا من خلال مشروعه الذي يمكن أن يفكر فيها اليوم.

وتابع: وبالتالي أنا في تصوري هذا الإشكال الكبير الذي حصل يجب اليوم أن يتم العمل على تصحيحه تماماً، لا يمكن أبداً أن نعيد التخاذل أن نعيد السذاجة أن نعيد الإنهيار المعنوي الداخلي الذي حدث من خلال غفلتنا وتسامحنا وفي بعض الأحيان عدم وعينا أيضاً .

فهم المعركة

الكاتب والاعلامي “عبدالله إسماعيل” في رده على سؤال حول رؤيته لحماية التضحيات الجمهورية قال: نصيحتي أنا في تصوري أن هنالك واجب اليوم، واجب وطني وتاريخي ملقى على كل يمني حر يؤمن بالجمهورية ويؤمن بالعدالة ويؤمن بالدولة ويؤمن بالمواطنة المتساوية، أن عليه اليوم أن يفهم ما هي معركته، وألا ييأس من هذه المعركة مهما كانت الظروف المحيطة سواء كانت في اليمن أو حتى على الإقليم أو حتى على العالم سيئة وتبعث على اليأس.

وأضاف: لا يجوز اليوم أن نذهب إلى اليأس أبداً، معركتنا وقضيتنا محقة، وحق، وإذا كان هنالك ضعف من المحامي أو ضعف من أدوات الإنتصار لهذه القضية الحقة والمشروعة، يجب أن نعمل على أن نوجد المناخات والواقع لهذه القضية. من المهم اليوم أن يكون هنالك نشر كبير للوعي بين كل النخب السياسية والثقافية بين الأوساط المجتمعية بكل مستوياتها، نساء ورجال وشباب وأطفال على مسألة التعريف بالثورة اليمنية وأهداف الثورة اليمنية.

وتابع: أنا في تصوري أن الحوثي قد سهل كثيرا لنا بأن ننقل مساوئ الإمامة والمشروع الإمامي إلى الجيل الجديد، اليوم من لم يشاهد الإمامة بقطرانها بجهلها بمرضها بتجويعها بجرائمها بعفنها بكل ما تعني الكلمة من معنى هواليوم يشاهد عودة واضحة لهذا المشروع، وبالتالي من المهم اليوم أن نلتقط الواجب الذي ينادي فيه وطننا وينادينا به وطننا إلى أن نكون اليوم أدوات فكر ووعي وتثقيف وتثبيت.

وشدد على أن “لا يجوز أبداً أن نقع في اليأس ولا أن نرسل اليأس للآخرين، ولنتذكر أن من قدموا التضحيات قبل 26 سبتمبر من 1930 بل و 29 كانوا نفر قليل جداً أمام قوة يحيى حميد الدين الطاغية الكاهن وإبنه، وكانوا يعدون على الأصابع، لكنهم أحدثوا التغيير لأنهم كانوا على حق، ولأن هذا الفكر وهذا المشروع لا يستطيع أن يستمر طويلاً ويسقط نفسه بالتأكيد وهو قادر أن يتحول إلى دولة أو أن يتحول إلى شبه دولة.

واختتم: لنكن مؤمنين بقضيتنا ومؤمنين بشعبنا أيضاً الذي اليوم يواجه هذا الصلف الحوثي، واليوم الجماعة تحاول أن تهرب من وهج 26 سبتمبر إلى الاختطافات والاعتقالات وإلى القتل وإلى محاولة الاحتفاء بنكبتها في 21 سبتمبر، هذا واجب اليوم واجب جميع اليمنيين، وبإذن الله سيتحقق النصر.

 

مرتبط

الوسوم

النظام الامامي

اليوم

ثورة 26 سبتمبر

جماعة الحوثي

عبدالله اسماعيل

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحالف جديد يلوح في الأفق: الإصلاح والانتقالي وقوات الساحل يستعدون لتحرير الحديدة وصنعاء

تهامة برس | 2778 قراءة 

علي عبدالله صالح يوحد اليمنيين.. الرعب يضرب الجماعة بصنعاء والحديدة والبركاني: أرى هزيمة الحوثي رأي العين

المشهد اليمني | 1973 قراءة 

تحذير هام لجميع المزارعين في اليمن مما سيحدث خلال الساعات القادمة 

وكالة المخا الإخبارية | 1880 قراءة 

صاروخ باليستي أطلق من اليمن كاد أن يقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو

شروين المهرة | 1802 قراءة 

الحكومة تؤكد الالتزام بصرف رواتب الموظفين "كاملة"

قناة المهرية | 1573 قراءة 

حلب ومعركة إخراج إيران من سورية

شبكة اليمن الاخبارية | 1484 قراءة 

احمد علي يهاجم 3 اعضاء بالرئاسي !

العربي نيوز | 1283 قراءة 

قبائل الطوق تحصد العشرات من المليشيا

العربي نيوز | 939 قراءة 

بشرى سارة بشان صرف المرتبات اخيرا

كريتر سكاي | 928 قراءة 

ادانة دولية مفاجئة لطارق عفاش

العربي نيوز | 923 قراءة