وزير الإعلام معمر الإرياني في حوار مع “بران برس”: مطارح مأرب منعت الانهيار الشامل للدولة اليمنية

بران برس- حوار خاص:

قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن “تأسيس مطارح مأرب في 18 سبتمبر 2014، مثل لحظة فارقة في مسار الأحداث، حيث منع الانهيار الشامل للدولة اليمنية، وأطلق شرارة المقاومة على مستوى البلاد”.

وأضاف “الإرياني”، في حوار خاص مع “بران برس”، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب، أن “إعلان قبائل مأرب عن موقفها إلى جانب السلطة المحلية والمكونات السياسية والجيش والأمن في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني وأداته الحوثية... ليس غريبًا على أبناء هذه المحافظة البطلة”.

وقال إن مأرب “سجلت في مختلف مراحل التاريخ مواقف مشرفة في التمسك بقيم الدولة والانتصار للثوابت الوطنية”.

واعتبر “موقف وأداء السلطة المحلية في مأرب بقيادة اللواء البطل سلطان بن علي العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي.. محافظ المحافظة، والأجهزة الأمنية والعسكرية... متقدم وشجاع ومُشرف”، مبينًا أن هذا “يجسد حالة الوعي على المستوى الرسمي والشعبي، والمسئولية الوطنية والتاريخية التي يجب أن يتحلى بها كل مسئول ومواطن، وضابط وفرد في القوات المسلحة والأمن”.

وعن موقف المكونات السياسية والوطنية في مأرب، قال إنه “امتداد وتعبير طبيعي عن إرادة أبناء هذه المحافظة الصامدة، وأيضًا تجسيد للإجماع الوطني المقاوم للمشروع الانقلابي وأفكاره المتطرفة الدخيلة على شعبنا اليمني”.

وقال الوزير الإرياني، إن مأرب أصبحت “قلعة الصمود والتحدي أيقونة للبطولة والتضحية، ومثالًا للتمسك بالشرعية الدستورية والنظام والقانون والدفاع عن الثورة والجمهورية والمكتسبات الوطنية، وأنموذج لما يجب أن تكون عليه باقي المحافظات”.

وأهم الدروس المستفادة من هذه “الملحمة الوطنية”، وفق الإرياني، أن “اليمنيين بوحدتهم وتكاتفهم وتلاحمهم قادرين على هزيمة المليشيا الحوثية، ومواجهة مختلف التهديدات، والانتصار لثوابتهم والحفاظ على مكتسباتهم الوطنية”.

ووجه وزير الإعلام، “التحية والتقدير” للسلطة المحلية في مأرب بقيادة اللواء سلطان العرادة، ومشائخ وقبائل وأبناء المحافظة، والمكونات السياسية، والأجهزة الأمنية والعسكرية المرابطين على طول جبهات القتال. مشدداً على ضرورة “المزيد من الالتحام واليقظة لمواجهة محاولات مليشيا الحوثي شق وخلخلة الصف الوطني”.

وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014، أقامت القبائل في مأرب معسكرات شعبية مسلّحة عرفت بـ“المطارح” في الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية، لمواجهة هجوم الحوثيين المتصاعدة بهدف السيطرة على المحافظة بالقوّة.

وجاءت هذه الخطوة، التي تعد عرفًا قبليًا متوارثًا لمواجهة الأخطار، بعد نحو شهرين من تحشيدات الجماعة، واعتدائها على أبناء القبائل بالمناطق الحدودية مع محافظتي الجوف وصنعاء، وذلك عقب سيطرتها على مدينة عمران في يوليو/تموز 2014، ومع زحفها نحو العاصمة صنعاء وحتى إسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

نص الحوار:

- كيف تابعت موقف وأداء السلطة المحلية بمحافظة مأرب، والأجهزة الأمنية والعسكرية، أثناء تصديها للحوثيين عام 2014، ودورها في توحيد الجهود للدفاع عن المحافظة، وحماية المؤسسات السيادية والمنشآت الحيوية بالمحافظة؟

موقف وأداء السلطة المحلية في محافظة مأرب بقيادة سيادة اللواء البطل سلطان بن علي العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي.. محافظ المحافظة مأرب، والأجهزة الأمنية والعسكرية، في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني والانقلاب الحوثي العام 2014م، متقدم وشجاع ومُشرف، وهو يجسد حالة الوعي على المستوى الرسمي والشعبي، والمسئولية الوطنية والتاريخية التي يجب أن يتحلى بها كل مسئول ومواطن، وضابط وفرد في القوات المسلحة والامن.

وهو أنموذج لما يفترض أن تكون عليه أجهزة الدولة والمجتمع في باقي المحافظات، والتي لو اتخذت ذات الموقف الوطني لما وصل الحال بالبلد لما هو عليه الآن، ولما أهدرت كل هذه الطاقات والامكانيات خلال 10 أعوام من الحرب، وباتت أجزاء من الجغرافيا اليمنية للأسف الشديد مسرحًا لعبث المليشيات الحوثية والتدخلات الإيرانية.

ولا أبالغ إن قلت أن تأسيس مطارح مأرب في 18 سبتمبر 2014، مثل لحظة فارقة في مسار الأحداث، حيث منع الانهيار الشامل للدولة اليمنية، وأطلق شرارة المقاومة على مستوى البلاد، وقاد الكثير من التحولات على الساحة الوطنية منذ الانقلاب، وسيظل مصدر فخر والهام للأجيال القادمة.

- ما دلالات موقف قبائل مأرب الرافض للانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية؟ وكيف أعطى هذا الموقف الأمل لليمنيين، وألهمهم المقاومة؟ وما الدروس المستفادة من هذا الموقف؟

إعلان قبائل مأرب عن موقفها إلى جانب السلطة المحلية والمكونات السياسية والجيش والأمن في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني وأداته الحوثية، وتجاوزهم خلافاتهم السياسية وثاراتهم، واصطفافهم خلف الشرعية الدستورية للدفاع عن المكتسبات الوطنية والهوية الوطنية والعربية، وتقديمهم في سبيل ذلك قوافل من الشهداء، ليس غريبا على أبناء هذه المحافظة البطلة التي سجلت في مختلف مراحل التاريخ مواقف مشرفة في التمسك بقيم الدولة والانتصار للثوابت الوطنية.

وأهم الدروس المستفادة من هذه الملحمة الوطنية أن اليمنيين بوحدتهم وتكاتفهم وتلاحمهم قادرين على هزيمة المليشيا الحوثية، ومواجهة مختلف التهديدات، والانتصار لثوابتهم والحفاظ على مكتسباتهم الوطنية.

وقد رأينا كيف كانت "مأرب" نقطة تحول في مسار المعركة مع الانقلاب، وأعطت اندفاعة كبيرة لتشكيل المقاومات الشعبية، ودحر المليشيا الحوثية من غالبية المناطق اليمنية.

- كيف تابعت حملات التشويه والتحريض التي طالت أبناء مأرب بالتزامن مع الهجوم الحوثي على المحافظة؟، وما أهدافها؟

الهجمة الشرسة التي تعرضت لها مأرب من قبل مليشيا الحوثي في تلك الفترة ليست مفاجئة، فهي آخر قلاع الجمهورية وإسقاطها يعني تمهيد الطريق أمام عودة الحكم الامامي البائد، والقضاء على أي فكرة لمقاومة الانقلاب.

وقد كان الهدف من تلك الحملات النيل من معنويات الأبطال من مشائخ وقبائل وأبناء المحافظة، وخلخلة صفوفهم، وتشويه نضالهم وتضحياتهم.

إلا أن الأحداث التي شهدتها البلد منذ العام 2014 أعادت الاعتبار لمأرب ومقاومتها الباسلة، وباتت مضرب المثل في حضور الدولة ومؤسساتها، وإرساء الأمن والاستقرار، وإطلاق عجلة التنمية، والتعايش بين اليمنيين من مختلف المناطق والأطياف السياسية والاجتماعية.

- تقييمك لموقف أحزاب مأرب التي اختلفت مع قياداتها المركزية في صنعاء، واختارت مواجهة الانقلاب الحوثي والدفاع عن المحافظة والدولة إلى جانب القبائل والسلطة المحلية؟

موقف المكونات السياسية والوطنية في محافظة مأرب امتداد وتعبير طبيعي عن إرادة أبناء هذه المحافظة الصامدة، وهي أيضًا تجسيد للإجماع الوطني المقاوم للمشروع الانقلابي وأفكاره المتطرفة الدخيلة على شعبنا اليمني.

- كيف يمكن الاستفادة من تجربة مأرب التي تلاحمت فيها القبائل مع الأحزاب السياسية وقيادة السلطة المحلية للدفاع عن المحافظة ومنع سقوطها بيد المليشيات، وتقديم النموذج الحي للدولة؟

لقد أصبحت مأرب قلعة الصمود والتحدي أيقونة للبطولة والتضحية، ومثالًا للتمسك بالشرعية الدستورية والنظام والقانون والدفاع عن الثورة والجمهورية والمكتسبات الوطنية، وأنموذج لما يجب أن تكون عليه باقي المحافظات من اصطفاف المجتمع خلف الدولة، والتحام وتكامل السلطة المحلية وباقي أجهزة الدولة المدنية والأمنية والعسكرية والمكونات السياسية والاجتماعية والمواطنين في مواجهة التهديدات التي تستهدف الوطن ومكتسباته، والحفاظ على الأمن الاستقرار.

- رسالتك إلى مأرب وقبائلها وأحزابها وسلطتها المحلية في الذكرى الـ10 لموقفها الوطني دفاعًا عن الدولة والنظام الجمهوري، والهويّة الوطنية، وقيم السلام والتعايش؟

انتهز هذه الفرصة لأوجه التحية والتقدير للسلطة المحلية بمحافظة مأرب بقيادة سيادة اللواء سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي.. محافظ المحافظة، ومشائخ وقبائل وأبناء المحافظة الابطال، والمكونات السياسية، والأجهزة الأمنية والعسكرية المرابطين في مختلف جبهات العز والشرف على طول جبهات القتال، والذين لولا استبسالهم وصمودهم، وما سطروه من ملاحم بطولية لأنهار خط الدفاع الاول وحائط الصد الأخير عن اليمن الجمهوري.

وأشد على أيديهم لمزيد من الالتحام واليقظة لمواجهة محاولات مليشيا الحوثي شق وخلخلة الصف الوطني، وأن لا يسمحوا لأحد بالمساس بأمن واستقرار "مأرب" التي حمت اليمن من السقوط في براثن المشروع التوسعي الإيراني، وما زالت تمنح الأمل لكل اليمنيين باستعادة كل شبر من التراب الوطني من مليشيا الكهنوت الإمامي، وفاء وعرفانًا لتضحيات هذه المحافظة البطلة ورجالها الأشاوس وقوافل الشهداء الأبرار الذين قدمتهم في سبيل الدفاع عن اليمن وهويته وعزته وكرامته.

مطارح مأرب

مطارح مأرب تلاحم جمهوري

المطارح

مأرب

معمر الإرياني