مقال ل/ خالد الذبحاني
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل من يسعى لإشعال الفتنة، وقبح الله كل من يصطاد في الماء العكر ، ويتصيد الأخطاء والهفوات ليوسع الهوة وينمي الكراهية ويؤجج نار الفتنة بين الشعبين اليمني والسعودي، وهؤلاء الحاقدين من ذوي القلوب السوداء الممتلئة بالكراهية والأحقاد الدفينة هم أشد خطرا من القتلة والسفاحين، فرب العزة سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل ” والفتنة أشد من القتل” صدق الله العظيم.
ما فعله شاب سعودي، حين أقدم على خطوة شجاعة، وغامر بحياته وحياة زملائه، من أجل انقاذ عائلة يمنية من موت محقق، هي حقيقة شهدتها مدينة تعز اليمنية، وليست فيلم هندي من نسج الخيال، فهذا البطل السعودي، وهو جندي برتبة رقيب أول ويدعى ” إبراهيم جمالي” غامر بشجاعة وعرض نفسه وزملائه للموت من أجل انقاذ أم يمنية وأطفالها الصغار.
لقد ظهرت هذه الأم مع اطفالها بشكل مفاجئ خلال موكب الرئيس رشاد العليمي اثناء زيارته إلى تعز ، وتفاجأ الرقيب بالأم وصغارها يقطعون الطريق أمام المدرعة التي يقودها ومعه زملائه الجنود، وكان أمامه خياران لا ثالث لهما ، أما ان يدهس الأم وأطفالها ، أو أن ينحرف بالمدرعة لتفادي الصدام مع الصغار ووالدتهم، ولأن الوقت كان يداهمه فقد اتخذ قراره الشجاع في غمضة عين ، واختار ان يغامر بحياته وحياة زملائه، وانحرف بالمدرعة عن مسارها مما أدى إلى انقلابها، لكنه انقذ العائلة اليمنية من موت محقق.
تجاهل غريب وغير منطقي لهذا العمل النبيل ، فلم يتحدث عنه أحد من مشاهير مواقع التواصل، وتخيلت لو أن الشاب “إبراهيم جمالي” دهس الأم اليمنية وأطفالها ، وسحقهم تحت عجلات المدرعة التي كانت تنطلق بسرعة هائلة ، وقضى عليهم جميعا، والله لكانت انقلبت الأمور رأسا على عقب ولكان المشاهير أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، وسيشعل الحاقدون وأصحاب النقوس المريضة كل مواقع التواصل ،وسينشرون الخبر كما تنتشر النار في الهشيم. لكن الله سلم، و نجح، ” جمالي ” في إسعاد اليمنيين ، وادخل الفرحة في قلوب الجميع بعد إن تمكن من الحفاظ على حياة الأم وأطفالها بفضل الله ورعايته.
أين مشاهير مواقع التواصل من هذا الحدث الذي يفرح القلوب ويبهج النفوس ؟ لماذا يركزون فقط على كل ما يفرق وينمي الكراهية والحقد؟ لماذا لا يتطرقون لمثل هذا العمل البطولي النبيل الذي يقرب بين اليمنيين والسعوديين ويزيل الأحقاد والكراهية ويساهم في التآلف والتقارب ويرفع نسبة الود والمحبة والاحترام والتقدير المتبادل ؟؟
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news