كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الفصول الدراسية؟

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 126 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الفصول الدراسية؟

العاصفة نيوز/متابعات

مع بداية العام الدراسي الجديد، يشق الذكاء الاصطناعي طريقه إلى الفصول الدراسية. ففي خطوة تجريبية، تعتمد مدرسة خاصة في لندن نظاماً تعليمياً جديداً يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تدريس مواد أساسية لامتحانات الشهادة العامة للدراسة الثانوية، وذلك في فصول تدار بأنظمة ذكية وتحت إشراف «مدربين تعليميين» بدلاً من المعلمين التقليديين.

 

ومع ذلك، يواجه هذا التوجه التكنولوجي في التعليم بعض المقاومة، ففي كوريا الجنوبية أثارت خطة لاستخدام كتب رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في المدارس عام 2025 انتقادات واسعة من الأكاديميين وأولياء الأمور.وكما هي الحال في مجالات أخرى، فمن غير المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المعلمين، وهذا ما لا يجب أن يحدث.

 

حيث تؤكد الأبحاث المختلفة أن أفضل طرق التعلم تكون اجتماعية، وتنطوي على تفاعل بين المعلمين والطلاب وبين الطلاب بعضهم بعضاً. ويعد هذا سبباً مهماً وراء أن «المساقات التعليمية الهائلة المفتوحة عبر الإنترنت»، وهي دورات تعليمية مفتوحة المصدر وموجودة عبر الإنترنت وتهدف إلى مشاركة واسعة، لم ترق إلى الضجة التي أحدثتها لدى ظهورها في العقد الماضي.

 

ومن غير المرجح أن يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على أن يكون بديلاً عن الحكم والتحفيز والتوجيه والرعاية التي يمكن للمعلم تقديمها. لكن، بما أن الطلاب سيدخلون عقب انتهاء دراساتهم أماكن عمل مجهزة بالذكاء الاصطناعي، يتعين على المدارس إعدادهم للمضي قدماً في هذا العالم، بما في ذلك فيما يتعلق بالطريقة التي يتعلمون بها. ويحوي الذكاء الاصطناعي في طياته آفاق تمكين المعلمين، مما سيمنحهم مزيداً من الوقت لإنجاز أفضل ما يمكنهم القيام به.

 

ويمكن للتكنولوجيا، على سبيل المثال، مساعدة المعلمين في الأعمال الروتينية التي يتممونها خارج الفصول الدراسية، وتكون غير مدفوعة الأجر في بعض الأحيان. وتطلق شركات التكنولوجيا التعليمية بالفعل منتجات تساعد المعلمين على إعداد خطط الدروس والعروض التقديمية، وأيضاً مهام يوكلون بها الطلاب.

 

ومع ذلك، فهذه الأدوات، شأنها شأن أدوات الذكاء الاصطناعي في كل المجالات، يجب أن تخضع للمراقبة؛ تحاشياً «للهلوسات والتحيزات» المحتملة. وتطلق أنظمة متقدمة على نحو متزايد أيضاً بإمكانها تصحيح الاختبارات والواجبات المنزلية، وبإمكانها حتى تقديم ملحوظات على الواجبات المكتوبة.

 

وتعمل شركات التكنولوجيا التعليمية أيضاً على تطوير معلمين مدعومين بالذكاء الاصطناعي بإمكانهم تمهيد الطريق لمنح الطلاب مزيداً من الاهتمام الفردي عن طريق متابعة التقدم الذي يحرزونه وفهمهم وتقديم الدعم المناسب لهم.

 

فعلى سبيل المثال، صممت الأجهزة اللوحية الرقمية في كوريا الجنوبية بحيث تكون قابلة للتخصيص بطريقة تمكن سريعي وبطيئي التعلم من الحصول على تقييم من البرمجيات وتوكيلهم بمهام محددة يولدها الذكاء الاصطناعي. ويتوجب على المدرسين من ناحية أخرى أن يشرفوا على تقدم الطلاب وإكمال الحصص الدراسية على الإنترنت بالكثير من المناقشات في الفصول الدراسية والأنشطة المشتركة.

 

ويعد ضمان عدم اعتماد الطلاب بصورة تامة على الذكاء الاصطناعي واستخدامه لكتابة المقالات وحلول المسائل الرياضية واحدة من المشكلات التي تواجه المعلمين. لذلك، تتوسع بعض المدارس في استخدام مبدأ «التعليم المعكوس»، أي تبتعد عن إلزام الطلاب بكتابة مقالات في المنزل، حيث يسهل استخدام الذكاء الاصطناعي في إنجاز المطلوب.

 

وعوضاً عن ذلك، تستخدم الواجبات المنزلية في دراسة المواد التعليمية، وربما عن طريق الذكاء الاصطناعي، ويستغل الوقت الذي يقضونه داخل الفصول الدراسية في تعزيز فهمهم لما درسوه من خلال النقاش أو بالاختبار، أو بحل المشكلات وبعض الأعمال المكتوبة الخاضعة للإشراف.

 

إن من شأن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تجعل التعليم أكثر كفاءة. كما أن بإمكان هذه الأدوات إتاحة تعلم المواد بطرق أكثر ابتكاراً. ويمكن للطلاب خوض نقاشات مع شخصيات رمزية بلغات أجنبية، أو زيارة المحطة الفضائية الدولية باستخدام سماعات رأس الواقع الافتراضي، أو استخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي للمشاركة في إبداع الموسيقى والفنون.

 

عموماً، سيتطلب بروز الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في التعليم وإنما في سوق العمل أيضاً، إعادة تفكير فيما تعلمه المدارس وكيفية تدريسه. ويسهل الوصول الفوري لتكنولوجيا المعلومات الابتعاد عن الحفظ عن ظهر قلب والتوجه نحو تطوير قدرة الطلاب وبجعله المعلمين أكثر إنتاجية، يتيح التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي إمكانية تعويض النقص في طاقم التدريس، خصوصاً في المناطق والبلدان الأكثر فقراً. لكن من أجل تحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا، دون تقويض المعايير التعليمية القائمة، سيحتاج المعلمون والمدارس والحكومات إلى التكيف معها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بين القلق العلمي والواقع الميداني.. رماد إثيوبيا يثير الجدل في اليمن(تقرير خاص) ​

قناة المهرية | 1116 قراءة 

شاهد.. الأقمار الصناعية توثق لحظة ثوران بركان في إثيوبيا.. وسحابة ضخمة من الرماد تتحرك نحو اليمن وسلطنة عُمان (فيديو)

المشهد اليمني | 860 قراءة 

تعرف على المحافظات التي رفضت توريد إيرادتها إلى البنك المركزي في عدن والأسباب الحقيقة لعدم عودة العرادة إلى مارب

المشهد الدولي | 557 قراءة 

متى موعد انتهاء السحب البركانية من اليمن الناتجة عن ثوران بركان بإثيوبيا؟

الموقع بوست | 381 قراءة 

شاهد بالصورة.. مشهد غير مسبوق عقب وصول الرماد البركاني بذمار

كريتر سكاي | 313 قراءة 

المكتب الاعلامي للصحة العامة و السكان يصدر تعليمات وقائية بسبب السحابة البركانية القادمة من اثيوبيا

موقع الأول | 261 قراءة 

تفشي ظاهرة مسيئة في العاصمة عدن

عدن تايم | 256 قراءة 

متى ستتلاشى موجة رماد بركان إثيوبيا من اليمن؟ إليك الإجابة

المشهد اليمني | 247 قراءة 

سحب رماد بركاني من إثيوبيا تتجه نحو اليمن والأرصاد تحذّر من مخاطر صحية محتملة

يمن مونيتور | 227 قراءة 

مصادر حكومية: انفراج مرتقب في صرف المرتبات وتحولات اقتصادية تعزز فرص الاستقرار

الأمناء نت | 203 قراءة