كتب – إيهاب المرقشي
بلا شك إن محافظة أبين خسرت برحيله رجلاً من أشجع رجالها المغاوير، الذي لم تشهد ساحات النزال مثله منذ حرب التحرير من الهيمنة الإستعمارية على جنوبنا الحبيب، التي سطرها شجعان جبهتي القومية والتحرير على أرض الواقع بالدم وخطوها في صفحات التاريخ بماء الذهب خلال عقد الستينيات من القرن المنصىرم..
في الذكرى الأولى لرحيل قائد إستثنائي ذو مواقف وصفات لن تجدها اليوم في معظم القيادات بأبين، بل الجنوب عامة تهل علينا ذكرى إستشهاد أسد أبين القائد عبداللطيف السيد بالتزامن مع قضية المختطف المقدم علي عشال الجعدني التي تلقي بضلالها علينا مخلفة حالة من الإنقسام في الجنوب،
تذكرت ذلك القائد الجهبذ الذي ذلل بحكمته الكثير من الصعوبات وحلحل الكثير من ألأزمات منذ أن جعلته الأقدار في طريق العز والنضال دفاعاً عن الوطن من توغل مجاميع “التطرف والارهاب” التي زحفت على أبين الحبيبة من كل حدبٍ وصوب، بين 2011 – 2012.
تنتابنا حسرة تتبعها دموع ونحن نتذكر الوضع الأمني والعسكري في أبين أثناء توليه قيادة المهام الأمنية والعسكرية في المحافظة عقب تطهريها من العناصر الارهابية المتطرفة في المرحلتين 2012 – 2016،
التي كانت صفر معتقلات سرية صفر مخفيين قسراً صفر إعتقالات تعسفية ومداهمات، أنه النهج الذي أتبعه القائد أبو محمد عبداللطفيف السيد رحمة الله عليه الذي فتح باب الرحمة أمام الشباب المراهقين للعودة إلى جادة الصواب وعاد على إثرها العشرات ممن غرر بهم إلى أحضان أسرهم وعاشوا في مجتمعهم صالحين.
كان يمقت التعدي على حقوق المواطنين ويغضب بشدة من النزعات العنصرية التي كانت تتعالى في فترة ما بعد العام 2016 محذراً باستمرار العناصر الأمنية المنضوية تحت امرته كقائد للحزام الأمني بالمحافظة من مغبة التعدي على ممتلكات إخواننا “الشماليين” أو التعرض لهم ظلما وعدوانا بغير وجه حق.
وطوال فترة توليه قيادة حزام أبين ظل منزله مقصد لكل مظلوم من أبناء أبين وغيرها من المحافظات وصلت أياديه الخيرة لرفع المظالم حتى خارج أبين، كان بذلك مثال حي للقائد والإنسان رحم الله ابا محمد، الذي كان للمظلوم نعم السند.
وعلى الرغم من حجم التضحيات العظيمة التي قدمها القائد المغوار “أبو محمد” في سبيل محافظة أبين والوطن، فإننا لم نسمعه في أي مناسبة من المناسبات يذكر الشعب بتضحياته أو يمن عليه، الكل يتذكر تلك التضحيات التي قدمها والبطولات التي سطرها ولن أشرع في تفاصيلها في مقالي هذا المتواضع الذي كان نتاج لذكرى القائد العطرة التي هزتني في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد.
يبدو باننا سنكتشف مع مرور السنوات أن القادة معادن وليس كل مايلمع ذهب، وسيثبت التاريخ أن الشهيد “أبو محمد عبداللطيف السيد” يزداد بريقه في صفحات التاريخ الذي سطرها بنضاله وتضحياته بأحرف من “نور”.
*الرحمة والخلود للشهيد القائد الاستثنائي عبداللطيف السيد ولجميع شهداء الوطن والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمخفيين والسلام السلام لهذا الشعب المغلوب على أمره من شرقه إلى غربه.*
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news