تظل جزيرة سقطرى من أغرب الجزر الطبيعية وأحد أهم أربعة مواقع فريدة في العالم، فهي كمال يقول عشاق السياحة وخبراء الطبيعة إنها تشبه أحلام القيضة التي يقوم فيها العقل برحلة إلى أماكن رائعة وسريالية جدا بحيث لا يستطيع أحد خلقها سوى الخيال.
وتنفرد الجزيرة بمواقع ذات سحر فريد، حيث قدمت الطبيعة أفضل ما لديها، ورسمت أشكالا وألوانا سريالية ولكن بسحر لا يضاهى.
ومن تلك الأماكن وادي "كليسن" أحد الأماكن المميزة في الجزيرة والجاذبة للسياح، إذ يعد مكانا للسباحة والاستجمام ويبعد الوادي عن مدينة حديبو عاصمة المحافظة أكثر من خمسين كيلو متر، ويعد أحد الوجهات السياحية المعول عليها من قبل الوكالات السياحية التي تنظم برامج للمجموعات القادمة عبرها من مختلف دول العالم، نظرا لتميزه بمياه فيروزية تشكل لوحة طبيعية خلابة.
وحول منطقة كليسن وتفاصيل أخرى يقول الأكاديمي السقطري أحمد سالم العامري إن الكثير من أبناء الجزيرة غرباء عن بلدهم فقد حالت الظروف دون معرفتهم بمواطن سحر الطبيعة وبديع مراتع الجمال وعجائب صنع أحكم الصناع.. من الغريب أن تكون غريبا في أرضك ويأتي الناس من شتى بقاع الدنيا ليدلوك عليها وليحكوا لك أسرارها.
وأضاف: هذا حال السقطريين يعيشون غرباء في أرضهم كغربة صالح في ثمود وتستفحل هذه الغربة أكثر وأكثر حين تكون قريبا من مواطن الجمال تلك ولا تعرفها ولم تتمكن من زيارتها.
وتابع: أنا أحكي واقعة بل أسميها غربة عشتها بنفسي وأوكد أن كثيرا من أبناء سقطرى كذلك هذه المنطقة التي أكتب عنها اليوم هي أقرب منطقة إلى قريتي الريفية لا تبعد عنها إلا ما يقارب ساعة تقريبا مشيا على الأقدام وقد وصلت قريبا منها أكثر من مرة فأوحيت إلى نفسي أني أعرفها ولم اجتهد في النزول إليها حتى وجدت نفسي في نهاية الأسبوع الماضي مجبرا على مرافقة شباب قرروا الخروج في رحلة ترفيهية ووقع اختيارهم على منطقة كليسن.
ويفيد العامري: سابقا كتبت عن منطقة كليسن أو بالأصح وادي كليسن أكثر من مرة بصورة مختصرة ضمن مقالات نشرت في موقع المهرية نت في سياق مقال عن المناطق السياحية في أرخبيل سقطرى وقد كان الدافع لذلك أمران الأول: أني طالعت مجلة اليمنية فلم أجد فيها مقالا يتحدث عن المناطق السياحية في سقطرى والثاني: حين بحثت عن المقالات التي نشرت في الإنترنت عن المناطق السياحية في سقطرى وجدت كثيرا من المغالطات وتزييف الحقائق.
ويقول: هذه المرة دفعني إلى الكتابة عن كليسن أني عرفت تفاصيلها بنفسي وشاهدت جميع أوصافها بعيني أو كما يقال مراسل من قلب الحدث وليس الرائي كمن سمع ولذلك سوف أسرد تفاصيل المنطقة بعدة نقاط بينها الأسم الحقيقي للمنطقة هو (دي أفاجش) وهو اسم واقعي بالنسبة لتركيبة المنطقة ففي السقطرية يطلقون أفاجش على الرؤوس المتباينة في أحجامها وأشكالها وهكذا هي الصخور الموجود في المنطقة تحكي ذلك عيانا، ولم يكن القدامى يطلقون مسمى معينا على أي منطقة عبثا بل لا بد من أن تجد فيها من أو صاف اسمها أو طبيعته وتضاريسه.
وتابع: أما كليسن فهو الوادي الذي يرتبط بدي أفاجش وقد عممه المرشدون السياحيون حتى اشتهر على المنطقة كونه سهلا على النطق وربما لأن البعض منهم كان يسعى إلى تغريب كثير من المسميات السقطرية فمنهم من يدعي أن كليسن أحد الأسماء الإنجليزية وهو ليس كذلك.
ويشير إلى أن النقطة الثانية تكمن في تركيبة منطقة كليسن أو دي أفاجش بالمسمى القديم عبارة عن وادٍ غائر بين سلسلة جبلية تتوزع على امتداده أحواض مائية كبيرة وعميقة جدا تصب في بحر منطقة مطيف.. يوجد أيضا فيها بعض الكهوف والصخور البيضاء والسوداء الكبيرة والصغيرة وفيها أشجار متنوعة نخيل ولبان ومترر وتريموا وعطرهى وامتا وغيرها.
يتابع: أما النقطة الثالثة تتعلق بالطريق إلى كليسن(دي أفاجش): للأسف الشديد أن هذه المنطقة السياحية المهمة والتي لا بد من أن يصلها كل السياح لم تهتم بها لا حكومة ولا تاجر ولا سائح ولا تحالف ولا غيره ولذلك ما زال الوصول إلى المنطقة معقد لا يستطيعه كثير من الناس حيث يتطلب منهم المشي على الأقدام على طريق وعرة ضيقة لا تكاد تسع فردا واحدا نزولا ما يقارب 25دقيقة للرجل السريع في النزول من منحدر جبلي طويل ومثل هذه المدة أو أكثر تقضيها في طلوع عقبة شاقة حتى تتمكن من الوصول إلى السيارة.
ووفقا للعامري: أما النقطة الرابعة فتتعلق بالعبث وكما لم يهتم أحد بالطريق في هذه المنطقة كذلك لم يهتم أحد بالنظافة وإرشادات السلامة ومعدات الترحال، والقضية الملحة أكثر وأكثر أن بعض المناطق الساحلية تستقي المياه من نفس المنطقة عبر أنابيب الماء ولم يستطيعوا منع الزوار من العبث بالمياه الخاصة بهم ولم يوفر لهم الدعم لحجز بعض الأحواض أو لحفر بركة منزوية عن استخدام الزوار.
ويقول العامري إن النقطة الخامسة تتعلق بقصور الاهتمام الإعلامي، مضيفا: سوف تستغرب غاية الغرابة حين تبحث عن صور سقطرى الخلابة ومناظرها الجذابة، ومعالمها الأثرية ومواقعها السياحية النادرة أو بالتحديد تبحث عن صور وفيديو لمنطقة كليسن ثم تجدها عند أشخاص من غير أهالي سقطرى تجدها عند من زار سقطرى مرة أو اثنتين سيظهر لك في كثير من مواقع النشر اسم ابن سوريا أو الإعلامي الأردني والتيك توكي اليافعي أو عند الإعلامية اليهودية والنصرانية.
ويضيف: في الحقيقة هذا الشيء يخيب الأمل ويكسر الخاطر حين ترى صفحات كثير من الإعلاميين السقاطره مترعة باستعراض مفاتن الشقرويات العاريات من بني العجم وتجد هؤلاء الإعلاميين يتفننون في اختيار الأغنية الرومانسية المناسبة للمشهد أغنية مليئة بالحب والإثارة ستشعر بالأسى حين تنظر في صفحاتهم فتجدهم دون حياء يصوبون عدساتهم جاهدين على إبراز أرداف الشقراويات وأقبالهن وأدبارهن ونحورهن وشعورهن وكواعبهن وهن يتمخطرن على التلال والرمال ويمرقن من خلال أشجار اللبان ودم الأخوين أو يسبحن في البحر ويتمعن بمناظر الأودية والعيون المنسابة إلى البحار، ويتلذذن بالرياح تعبث بشعورهن وتداعب أجسامهن وتعبث بأثوابهن.
ويرى أن بعض الإعلاميين اهتم بتوثيق رقصات هؤلاء الأجنبيات مع السقاطرة وبرعوا في أخذ الصور التذكارية معهن.. أسف غاية الأسف لا تزيد في وصفه على قول بالفقيه يا خس مسلك!!!
وتابع: أحد الشباب نشر على حسابه في الفيس بوك فيديو لأجنبية وهي تنصب خيمتها وتتهيأ للنوم بملابسها القصيرة وجعل يتابع بكميراته جميع حركاتها واتجاهات جسمها إلى أن استقرت داخل خيمتها وارسلت ابتسامة وتحية بيدها كل ذلك وهي تحت الظلال الوارف لشجرة دم الأخوين التي يتمنى كثير من الناس الحصول على صورة منها .. لم يركز هذا الشاب كاميرته على تلك الشجرة النادرة البديعة التركيب بل اهتم بالشقراء ما أدري ما هي أهداف هؤلاء الشباب من هذا النشر؟ وهل هؤلاء الشقراويات يطلبن منهم تصويرهن للحصول على أزواج ومعجبين من سقطرى؟ أم يسعين إلى اضلال الناس واتخذن هؤلاء الشباب مطية أو بريدا سريعا لإيصال أهدافهن؟!!!
واختتم العامري حديثه قائلا: هؤلاء المغفلون اهتموا بجزئيات اللوحة، ولم يهتموا باللوحة التي يأتي إليها الناس من المشارق والمغارب ويجتهدون ليحصلوا على صورة تثري حساباتهم وتحصد لهم ملايين المشاهدات والإعجابات والأموال بينما الأجنبيات الشقر اللواتي يصورونهن ينشرن صورا من أجود الصور لمناظر سقطرى الخلابة... هذا نصيب سقطرى من الإعلاميين شبابا ما زالوا يرزحون تحت بند المراهقة أو ربما أرادوا لهم ذلك كما أرادوا لليمن أن ترزح في ظل رحمة البند السابع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news