شكرًا يا معلمي السوداني “جمعة”

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 111 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شكرًا يا معلمي السوداني “جمعة”

في العام الأول من التحاقي بالمدرسة الصف الأول الابتدائي، وبعد حوالي شهرين من الدراسة كانت أحب إليٌ من كل الحلويات والفواكه والعصائر واللعب، بسبب طريقة التدريس الجميلة والجذابة والشيقة التي يعتمدها المعلم السوداني “جمعة”.

وفي إحدى الأيام جئت قبل موعد الطابور الصباحي بأكثر من نصف ساعة ووجدت شباب من أبناء قريتي وجلست أستمع إلى كلامهم وهم يتحدثون عن كسل وغباء الشعب السوداني وعدم احساسه بالمسئولية تجاه بلده وكلام كثبر ينتقص من الشعب السوداني.

انتهى الوقت سريعا وأنا استمع إليهم وفي اعتقادي أني سأحفظ كلامهم وسأصبح مثلهم أجيد التحدث فيما زملائي يستمعون لي بإعجاب ودهشة.

كالمعتاد انضممت إلى صفوف الطابور والقيام بالتمارين المطلوبة ثم الاصغاء إلى الإذاعة المدرسية، ودخول الصف المخصص لنا تلاميذ الصف الأول الابتدائي، وأنا اشتعل طاقة مستعجل متى يحين موعد الراحة.

أنتهت حصص النصف الأول من اليوم ودق جرس الراحة، غادرنا الصف وأنا جمعت عدة زملاء من نفس الصف وجلست أسرد لهم ما سمعته من الشباب، ولم انتبه من نشوة الكلام إلا والمعلم “جمعة” يقف خلفي وهو ممتعض متي للغاية.

أرتبكت منه وانتهت الراحة ودخلنا الصف وكانت المفاجئة بأن تحول أسلوب المعلم “جمعة” الرائع والمحبب إلى نفسي تحول إلى جحيم معي أنا فقط، وخلال ساعتين من الدراسة شعر أني بلغت من العمر خمسين سنة.

وتوالت الأيام والمعلم ” جمعة” لا يمر يوم دون تحطيم عدة أعصية على ظهري وفوق رأسي ويدي وهو يحوم حولي كصوفي يؤدي رقصة الطير المذبوح.

كنت قد حفظت من القرآن قبل إلتحاقي بالمدرسة من الفاتحة إلى سورة “يس”، وفي أحد الأيام كانت حصة القرآن الكريم الدرس سورة الكافرون، وبعد أنا قرأها أمرنب بالقراءة من الكتاب وهو يحوم حولي والعصا تسقط على رأسي حتى صرت كأني لا أمسك كتابا ولا أجيد القراءة ولا أحفظ شيء.

كان يهوي بالعصا على ظهري ورأسي وصرت أردد “لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد” وأكررها طوال دقائق وهو يصيح خلاص يا زول خلاص يا زول وانغجر ضاحكا والتلاميذ معه، لأني صرت مثل “هون” السيارة لما يعلق.

لم أستوعب الموقف وهو يضحك ولم أتمالك نفسي جراء ما حدث فقفزت خارج الصف وألتقط أحجار صغيرة وأنهال عليه رجما، طاردا طوال ساحة المدرسة وكان يوم عصيب بحق.

تركت الكيس الذي أحمل فيه الدفاتر والكتب وعدت نحو البيت ولم أكن أعلم أن “والدي لروحه السلام والخلود” كان قريبا من المدرسة وعرف كل شيء، وحتى عند عودته لم يناقشني بالموضوع أبدا.

صباح اليوم التالي لمحني وأنا أحاول التسلل للاختفاء خلف البيت ونادى بي يا نبيل لا تروح المدرسة اليوم أشتيك تساعدنا بعمل وبكرة سأكلم الأستاذ “جمعة” عشان ما يعاقبك، تجمدت مكاني وعدت وفي قرارة نفسي أن عقاب كبير سيطالني جراء ما عملت.

أمسكني “أبي لروحه السلام وعليه السلام” برفق من يدي ومشينا قليلا ثم بدأ يحدثني على السودان وشعب السودان بكلام جميل وطيب، فأحسست أنه عرف كل شيء ودون أن يترك لي فرصة للاعتذار أو التوضيح، وبإبتسامة نزلت في قلبي بردا وسلاما منحني الأمان طالبا مني ألا أكرر ما حدث.

وفي اليوم التالي اصطحبني إلى المدرسة وسلمني للمعلم “جمعة” والذي قابلني بابتسامة وحضن أبوي واعتذار عن كل القسوة معي وأن ما حدث كان من إجلي وحتى لا أتعود على الكلام فيما ليس لي به حق، وعاد حبي وشغفي للدراسة أكبر وأكبر.

شكرا معلمي السوداني “جمعة” وعليك السلام ولروحك السلام حيا وميتا..

“والدي الراحل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولروحكم السلام والرحمة”.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

روايات مريبة لمصير الرئيس العليمي!

الحدث اليوم | 722 قراءة 

من قلب صنعاء إلى مأرب.. انشقاق عسكري كبير يعيد ترتيب المشهد اليمني

نيوز لاين | 591 قراءة 

دولتان تتدخلان في اللحظة الأخيرة لإنقاذ وفد حماس

المرصد برس | 509 قراءة 

بعد استشعار خطير يحدق باليمن .. شاهد الرسالة الالكترونية التي كتبت في مقال وكتبها مسؤول حكومي وشيخ بارز في اليمن واسم الدولة التي ذكرها (الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 486 قراءة 

جريمة مروعة في خميس مشيط: سعودي يفتح النار على مقيمين يمنيين

نيوز لاين | 444 قراءة 

صنعاء توجه دعوة وعرضاً لقطر

الحدث اليوم | 400 قراءة 

بعد تهديدات الزبيدي بإعلان الطوارئ.. الريال اليمني يتحدى العاصفة ويصمد في عدن

يني يمن | 386 قراءة 

اعلان للجيش الاسرائيلي عن اليمن!

الحدث اليوم | 356 قراءة 

روايات مريبة لمصير الرئيس العليمي!

العربي نيوز | 341 قراءة 

انقلاب مفاجئ في صفوف الحوثيين.. قيادي بارز ينضم للشرعية قادماً من صنعاء

المرصد برس | 328 قراءة