شكرًا يا معلمي السوداني “جمعة”

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 99 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شكرًا يا معلمي السوداني “جمعة”

في العام الأول من التحاقي بالمدرسة الصف الأول الابتدائي، وبعد حوالي شهرين من الدراسة كانت أحب إليٌ من كل الحلويات والفواكه والعصائر واللعب، بسبب طريقة التدريس الجميلة والجذابة والشيقة التي يعتمدها المعلم السوداني “جمعة”.

وفي إحدى الأيام جئت قبل موعد الطابور الصباحي بأكثر من نصف ساعة ووجدت شباب من أبناء قريتي وجلست أستمع إلى كلامهم وهم يتحدثون عن كسل وغباء الشعب السوداني وعدم احساسه بالمسئولية تجاه بلده وكلام كثبر ينتقص من الشعب السوداني.

انتهى الوقت سريعا وأنا استمع إليهم وفي اعتقادي أني سأحفظ كلامهم وسأصبح مثلهم أجيد التحدث فيما زملائي يستمعون لي بإعجاب ودهشة.

كالمعتاد انضممت إلى صفوف الطابور والقيام بالتمارين المطلوبة ثم الاصغاء إلى الإذاعة المدرسية، ودخول الصف المخصص لنا تلاميذ الصف الأول الابتدائي، وأنا اشتعل طاقة مستعجل متى يحين موعد الراحة.

أنتهت حصص النصف الأول من اليوم ودق جرس الراحة، غادرنا الصف وأنا جمعت عدة زملاء من نفس الصف وجلست أسرد لهم ما سمعته من الشباب، ولم انتبه من نشوة الكلام إلا والمعلم “جمعة” يقف خلفي وهو ممتعض متي للغاية.

أرتبكت منه وانتهت الراحة ودخلنا الصف وكانت المفاجئة بأن تحول أسلوب المعلم “جمعة” الرائع والمحبب إلى نفسي تحول إلى جحيم معي أنا فقط، وخلال ساعتين من الدراسة شعر أني بلغت من العمر خمسين سنة.

وتوالت الأيام والمعلم ” جمعة” لا يمر يوم دون تحطيم عدة أعصية على ظهري وفوق رأسي ويدي وهو يحوم حولي كصوفي يؤدي رقصة الطير المذبوح.

كنت قد حفظت من القرآن قبل إلتحاقي بالمدرسة من الفاتحة إلى سورة “يس”، وفي أحد الأيام كانت حصة القرآن الكريم الدرس سورة الكافرون، وبعد أنا قرأها أمرنب بالقراءة من الكتاب وهو يحوم حولي والعصا تسقط على رأسي حتى صرت كأني لا أمسك كتابا ولا أجيد القراءة ولا أحفظ شيء.

كان يهوي بالعصا على ظهري ورأسي وصرت أردد “لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد” وأكررها طوال دقائق وهو يصيح خلاص يا زول خلاص يا زول وانغجر ضاحكا والتلاميذ معه، لأني صرت مثل “هون” السيارة لما يعلق.

لم أستوعب الموقف وهو يضحك ولم أتمالك نفسي جراء ما حدث فقفزت خارج الصف وألتقط أحجار صغيرة وأنهال عليه رجما، طاردا طوال ساحة المدرسة وكان يوم عصيب بحق.

تركت الكيس الذي أحمل فيه الدفاتر والكتب وعدت نحو البيت ولم أكن أعلم أن “والدي لروحه السلام والخلود” كان قريبا من المدرسة وعرف كل شيء، وحتى عند عودته لم يناقشني بالموضوع أبدا.

صباح اليوم التالي لمحني وأنا أحاول التسلل للاختفاء خلف البيت ونادى بي يا نبيل لا تروح المدرسة اليوم أشتيك تساعدنا بعمل وبكرة سأكلم الأستاذ “جمعة” عشان ما يعاقبك، تجمدت مكاني وعدت وفي قرارة نفسي أن عقاب كبير سيطالني جراء ما عملت.

أمسكني “أبي لروحه السلام وعليه السلام” برفق من يدي ومشينا قليلا ثم بدأ يحدثني على السودان وشعب السودان بكلام جميل وطيب، فأحسست أنه عرف كل شيء ودون أن يترك لي فرصة للاعتذار أو التوضيح، وبإبتسامة نزلت في قلبي بردا وسلاما منحني الأمان طالبا مني ألا أكرر ما حدث.

وفي اليوم التالي اصطحبني إلى المدرسة وسلمني للمعلم “جمعة” والذي قابلني بابتسامة وحضن أبوي واعتذار عن كل القسوة معي وأن ما حدث كان من إجلي وحتى لا أتعود على الكلام فيما ليس لي به حق، وعاد حبي وشغفي للدراسة أكبر وأكبر.

شكرا معلمي السوداني “جمعة” وعليك السلام ولروحك السلام حيا وميتا..

“والدي الراحل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولروحكم السلام والرحمة”.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

امريكا تختار رئيسا لليمن ! (وثيقة)

جهينة يمن | 568 قراءة 

باحث أمريكي يدعو وزارة خارجية بلاده لسرعة نقل السفارة الأميركية من الرياض إلى هذه المحافظة!

صوت العاصمة | 477 قراءة 

سلاح ثقيل وقوات ضخمة تتجه نحو حضرموت.. تطورات ميدانية تثير القلق

المرصد برس | 397 قراءة 

تقرير خطير: دولة أجنبية متورطة في طباعة عملة الحوثيين... والأمم المتحدة في موقف محرج

نيوز لاين | 309 قراءة 

كلب في أبين يقود للكشف عن تواجد حيوانٍ نادرٍ يُنتج أغلى أنواع العطور في العالم

صوت العاصمة | 291 قراءة 

واشنطن تضرب اقتصاد الحوثي في مقتل.. وتستهدف شركة "يمن إيلاف" الذراع النفطية للجماعة

نافذة اليمن | 259 قراءة 

الزُبيدي يتجول في عدن مول بعد يوم من زيارة البركاني للمركز التجاري

جهينة يمن | 226 قراءة 

طفل يسرق 300 ألف سعودي ويشتري سيارة وأسلحة في اليمن

صحيفة ١٧ يوليو | 219 قراءة 

شرطة الرياض تلقي القبض على مقيم يمني بعد ظهوره بمقطع فيديو مسيء

نيوز لاين | 198 قراءة 

في رسالة لإسرائيل وإيران.. محمد بن سلمان يرسم خطاً أحمر جديداً في سوريا: المملكة تساندكم

جنوب العرب | 197 قراءة