بكلمات غلب عليها الحزن والذهول، نعت إيمان مصطفى الذبحاني والدها الدكتور مصطفى الذبحاني، الموظف في فرع البنك المركزي اليمني بمدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، والذي قضى يوم الأربعاء في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى المجمع الحكومي بالمدينة.

وفي منشور مؤثر نشرته عبر منصات التواصل الاجتماعي، رصده "المشهد اليمني" كتبت إيمان: "اليوم قبلت أبي القبلة الأخيرة... كان خده متجمداً ووجهه مبتسماً كعادته، لكنه ملطخ بدماء طاهرة بريئة، كان ذنبها العلم". وأضافت أن والدها كان مهندس كمبيوتر في البنك المركزي، وحاصل على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز من جامعة فلاديمير الروسية عام 2015 في تخصص رياضيات وفيزياء ونانو تكنولوجي، مشيرة إلى أنه رفض عروض عمل خارجية مفضلاً البقاء في اليمن، قائلاً: "هذه البلاد هي التي درستنا وبعثتنا بمنح، لابد أن نرد لها الجميل".

وتابعت إيمان أن والدها كان يُطلب للعمل في عدة فروع للبنك المركزي في محافظات مختلفة، منها عمران وعدن وذمار والمكلا وأرحب، وكان قد سافر إلى الجوف قبل يوم من مقتله، مضيفة: "كنت ابنته الأولى وفرحته الأولى... كان بطلي وقدوتي".

الدكتور الذبحاني قضى إلى جانب مدير فرع البنك نياز محمد هواش الزبيري، ضمن ضحايا القصف الذي استهدف المجمع الحكومي في الحزم، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

وكانت "وزارة الصحة" في حكومة المليشيات الحوثية في صنعاء قد أعلنت، يوم أمس، مقتل 35 شخصًا وإصابة 131 آخرين في صنعاء والجوف، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف إسرائيلي استهدف منشآت مدنية.

وقد أثار الحادث موجة من الحزن والغضب في الأوساط المحلية، وسط مطالبات متزايدة بوقف استهداف المرافق المدنية وحماية العاملين في المؤسسات الحكومية والإنسانية.