في تطور مثير يسلط الضوء على تصاعد جرائم النصب العقاري في اليمن، تمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة تعز من إلقاء القبض على متهم يبلغ من العمر 38 عامًا، بعد أن نجح في خداع مواطن بوعود كاذبة بشراء قطعة أرض في منطقة "خطر الضباب"، واستولى على مبلغ ضخم يُقدّر بـ

800 ألف ريال سعودي

دون أي مقابل.

القضية، التي هزت المجتمع المحلي، لم تكن مجرد عملية نصب عابرة، بل كشفت عن أساليب مُحكمة يعتمدها المحتالون لاستغلال حاجة الناس للسكن أو الاستثمار، مستفيدين من ضعف الرقابة القانونية وغياب الضمانات الرسمية في بعض المناطق.

تفاصيل الجريمة: وعود كاذبة... وأموال طارت في الهواء!

بحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن المواطن المُحتال عليه — ويدعى "س. س. ع" — وقع ضحية خدعة محكمة، حين أوهمه المتهم بأنه وسيط موثوق قادر على تأمين قطعة أرض في منطقة "خطر الضباب" — وهي منطقة تشهد طلبًا متزايدًا بسبب موقعها الاستراتيجي وطبيعتها الجغرافية — مقابل مبلغ 800 ألف ريال سعودي.

وقد سلّم المواطن المبلغ كاملاً للمتهم، على أمل استلام "البصيرة" (الوثيقة الرسمية) التي تثبت ملكيته للأرض. لكن المفاجأة كانت عندما تلاشى المتهم، ولم يظهر أي أثر للأرض أو الوثائق. وبعد انتظار طويل ومحاولات يائسة للتواصل، أدرك المواطن أنه وقع ضحية عملية احتيال متقنة.

"800 ألف ريال... ذهبت في لحظة ثقة!"

— هذا ما قاله المواطن المُتضرر أثناء تقديمه البلاغ، مضيفًا: "لم أتخيل أن أحدًا يمكنه خداعي بهذا الشكل، خاصة في قضية تتعلق بملكية أرض."

تحرك أمني سريع: القبض على المتهم وإحالته للنيابة

لم تتأخر الأجهزة الأمنية في مديرية الضباب، حيث باشرت فور تلقي البلاغ بفتح تحقيق موسّع، جمعت خلاله الأدلة الرقمية والشهود، وتمكنت من تحديد هوية المتهم بدقة، وضبطه في عملية أمنية نوعية.

وأكد مصدر أمني رفيع أن "المتهم اعترف أثناء التحقيق الأولي بارتكاب الجريمة، وأنه استخدم المبلغ في أغراض شخصية"، مشيرًا إلى أن "القضية تُعد نموذجًا صارخًا لجرائم النصب العقاري التي تستهدف فئة واسعة من المواطنين، خصوصًا في ظل غياب آليات التوثيق الآمن".

وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهم، وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، تمهيدًا لمحاكمته وفقًا للقانون اليمني، مع توقعات بعقوبات رادعة في حال إدانته.