اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية شائعة مثيرة للجدل، زعمت أن الحرس الوطني الأميركي رفض أوامر الرئيس دونالد ترامب بالانتشار في مدينة شيكاغو.

وتداول مستخدمون صورًا لعسكريين بزي ميداني وهم مستلقون على الأرض، على أنها دليل على رفض جماعي لأوامر الرئيس، مرفقة بتعليقات ساخرة من بينها: "الحرس الوطني يرفض الذهاب إلى شيكاغو بسبب نتوءات عظمية".

كيف بدأت القصة؟

بدأت المزاعم عقب إعلان ترامب، الاثنين الماضي، عن تدابير جديدة لتعزيز السيطرة الأمنية في العاصمة واشنطن، بالتزامن مع تقارير إعلامية عن خطة غير مسبوقة لنشر آلاف من قوات الحرس الوطني في شيكاغو، وهو ما أثار اعتراضًا واسعًا من مسؤولي المدينة والديمقراطيين.

إحدى المنشورات على منصة "إكس" أرفق صورة لجنود مستلقين في قاعة واسعة، وكتب: "يبدو أن هناك تفشيًا للنتوءات العظمية، القائد الأعلى ربما نقل العدوى لكل القوات المسلحة!"، ليتفاعل معه الكثيرون وكأنه خبر حقيقي. وسرعان ما انتقلت المزاعم إلى فيسبوك وإنستغرام لتلقى انتشارًا أوسع.

حقيقة الادعاء

لكن التحقق أظهر أن هذه المزاعم بلا أساس، إذ لم يصدر أي بيان رسمي أو تقرير إعلامي موثوق يشير إلى رفض قوات الحرس الوطني الانتشار في شيكاغو.

وبحث موسع عبر وسائل الإعلام الأميركية أكد أن خبرًا كهذا –لو كان صحيحًا– لكان تصدر العناوين.

أما الصورة المتداولة، فبحسب البحث العكسي، تعود إلى يناير/كانون الثاني 2021، وتظهر عناصر من الحرس الوطني وهم ينامون داخل مركز زوار الكابيتول في واشنطن عقب أحداث اقتحام الكونغرس، أي أنها لا تمت بصلة لشيكاغو أو لقرارات ترامب الحالية.

أصل الشائعة

تبيّن أن الادعاء استند إلى مقال ساخر نشره موقع The Borowitz Report المعروف بنشر المواد الهزلية منذ عام 2001، جاء فيه أن آلافًا من عناصر الحرس الوطني قدّموا تقارير طبية تفيد بإصابتهم بـ"نتوءات عظمية"، ما شل خطة ترامب لنشرهم في شيكاغو.

المقال لم يكن خبرًا حقيقيًا، بل تهكمًا على مزاعم قديمة أطلقها ترامب لتبرير إعفائه من الخدمة العسكرية خلال حرب فيتنام. لكن مع إعادة تداوله خارج سياقه، ومع إرفاق صورة قديمة، تحول المقال الساخر إلى "خبر متداول" صدّقه آلاف المستخدمين.

الموقف الرسمي لشيكاغو

في المقابل، انتقد عمدة شيكاغو براندون جونسون خطة ترامب لإرسال الحرس الوطني، واصفًا ما يطرحه الرئيس بأنه "أبشع انتهاك للدستور في القرن الحادي والعشرين"، مؤكداً أن المدينة لا تحتاج إلى "احتلال عسكري".

المصدر الجزيرة