أصدرت جماعة الحوثي توجيهات استخباراتية عاجلة، هي الأولى من نوعها، عقب تغيّر ملحوظ في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه الجماعة، بعد تنفيذ سلسلة غارات استهدفت قيادات بارزة في العاصمة صنعاء ومحافظتي عمران وحجة.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"المشهد اليمني" أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين — الذي تشكّل من دمج أجهزة الأمن السياسي، والأمن القومي، والأمن الوقائي، مع إقصاء العناصر غير الموالية — وجّه أوامر لقيادات الجماعة بمغادرة منازلهم فورًا، والانتقال إلى شقق سكنية داخل مبانٍ مشتركة لتقليل فرص الاستهداف.

وبحسب المصادر، تضمنت التوجيهات أيضًا وقف استخدام الهواتف المحمولة بشكل مباشر، وتركها بحوزة المرافقين، مع الاعتماد على أجهزة لاسلكية مشفّرة للتواصل، في محاولة لتفادي تعقّب الاتصالات.

وشددت التوجيهات على ضرورة عدم البقاء في مواقع الزيارات لأكثر من عشر دقائق، وتركيب كاميرات مراقبة داخل سيارات القيادات لتحديد الجهات التي قد تتعقّبهم، وسط تحذيرات من أن الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تستهدف القيادات بشكل مباشر، بدلاً من البنية التحتية التي لم تُحدث تأثيرًا كبيرًا على الجماعة في الهجمات السابقة.

وكانت القناة 12 العبرية قد أعلنت أن الجيش الإسرائيلي نفّذ، مؤخرًا، عشر ضربات متفرقة في اليمن، باستخدام سلاح البحرية، استهدفت مباني سكنية وسط العاصمة صنعاء. وأكدت القناة أن البوارج الحربية الإسرائيلية حاولت استهداف من وصفتهم بـ"قيادات الحوثيين"، رغم أن الضربات لم تحقق أهدافها بدقة، بحسب المصدر.

وتُعدّ هذه الهجمات تحوّلًا لافتًا في سياسة إسرائيل تجاه الحوثيين، حيث كانت الضربات السابقة تتركّز على منشآت حيوية مثل الموانئ والمطارات ومصانع الأسمنت، دون أن تُحدث تأثيرًا مباشرًا على الجماعة، التي لم تُبدِ اهتمامًا كبيرًا بالبنية التحتية.