أطلقت شركة "OpenAI"، يوم الخميس، نموذجها الجديد الأكثر قوة من الذكاء الاصطناعي وهو "GPT-5" الذي طال انتظاره، في مسعى للحفاظ على تقدمها وسط اشتداد المنافسة مع منافسين من الولايات المتحدة والصين.

وصُمم "GPT-5" ليكون أكثر قدرة على البرمجة والكتابة الإبداعية، إضافةً إلى معالجة الاستفسارات المعقدة باستخدام المنطق. ووصف الرئيس التنفيذي لـ"OpenAI"، سام ألتمان، النموذج بأنه "ترقية كبرى" مقارنة بنماذج الذكاء الاصطناعي السابقة للشركة.

خطوة استباقية من "أنثروبيك" لتأمين تفوقها في البرمجة قبل إطلاق "GPT-5"

ونماذج "GPT" التي تطورها "OpenAI" هي تقنية الذكاء الاصطناعي التي تُشغّل روبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي" الخاص للشركة، وبات "GPT-5" متاحًا لجميع مستخدمي "شات جي بي تي" -بما في ذلك الحسابات المجانية- البالغ عددهم 700 مليون مستخدم.

وبالإضافة إلى تطوير البرمجيات، قالت "OpenAI" إن "GPT-5" يتفوق في الكتابة والاستفسارات المتعلقة بالصحة والقطاع المالي.

وقال ألتمان، في مؤتمر صحافي: "أعتقد أن GPT-5 هي أول مرة أشعر فيها أن أحد نماذجنا الرئيسية يبدو كأنك تستطيع أن تسأل خبيرًا حقيقيًا، خبير بدرجة الدكتوراه، (عن) أي شيء".

وأضاف أن من أفضل الميزات التي يمكن للنموذج الجديد القيام بها هي كتابة البرمجيات.

وفي العروض التوضيحية يوم الخميس، أظهرت "OpenAI" كيفية استخدام "GPT-5" لإنشاء أجزاء برمجية كاملة تعمل بكفاءة بناءً على أوامر نصية مكتوبة، تُعرف عادةً باسم "vibe coding"، بحسب "رويترز".

والـ "vide codin" أسلوب برمجة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يصف الشخص المشكلة في بضع جمل لنموذج لغوي كبير مخصص للبرمجة، لينتج النموذج النص البرمجي.

وأحد المعايير الرئيسية للنجاح هو ما إذا كان التحديث من "GPT-4" إلى "GPT-5" يضاهي التحسينات لـ"OpenAI". وقال اثنان من المراجعين الأوائل، لرويترز، إنه على الرغم من إعجابهم بالنموذج الجديد لقدرته على البرمجة وحل مسائل العلوم والرياضيات، فهما يعتقدان أن القفزة من "GPT-4" إلى "GPT-5" لم تكن بحجم التحسينات السابقة لـ" OpenAI".

وحتى لو كانت التحسينات كبيرة، فإن "GPT-5" ليس متقدمًا بما يكفي ليحل محل البشر تمامًا. وقال ألتمان إن "GPT-5" لا يزال يفتقر إلى القدرة على التعلم الذاتي، وهو عنصر أساسي لتمكين الذكاء الاصطناعي من مضاهاة القدرات البشرية.

وهذه هي المرة الأولى التي سيتمكن فيها عامة الناس من الوصول إلى تقنية "الحوسبة أثناء وقت الاختبار" الخاصة بـ"OpenAI"، وهو أمرٌ قال ألتمان إنه مهم لتحقيق مهمة الشركة في بناء ذكاء اصطناعي يُفيد البشرية جمعاء.

ويعتقد ألتمان أن الاستثمار الحالي في الذكاء الاصطناعي لا يزال غير كافٍ.

يأتي إصدار "GPT-5" في وقت حرج بالنسبة لصناعة الذكاء الاصطناعي. فقد زادت أكبر شركات تطوير الذكاء الاصطناعي في العالم "ألفابت"، و"ميتا" و"أمازون" و"مايكروسوفت" -التي تدعم "OpenAI"- إنفاقها الرأسمالي بشكل كبير لتغطية تكاليف مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، مما عزز آمال المستثمرين في تحقيق عوائد مجزية.

وتتوقع هذه الشركات الأربعة إنفاق ما يقرب من 400 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية.