سمانيوز/موسى المليكي

.

في مشهد مأساوي يعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز، فقد الطفل عاصم – الذي يقارب عمره العشر سنوات – حياته أثناء تدافعه مع عشرات المواطنين خلف سيارة تنقل المياه إلى القرية، في محاولة للحصول على دبة ماء تروي ظمأه وظمأ أسرته·

في ظل الغياب التام لمصادر المياه الطبيعية في كثير من قرى المديرية، وعلى رأسها قرية نَفْس مشرعة، بات السكان يعتمدون بشكل رئيسي على سيارات نقل المياه التي تصل بشكل غير منتظم، ويضطر الأطفال والنساء إلى التزاحم حولها في ظروف قاسية· وخلال أحد هذه المشاهد المؤلمة، وقع الحادث الذي أودى بحياة الطفل عاصم، لتتحول لحظة انتظار الماء إلى فاجعة أليمة·

عاد المواطنون بالماء، لكنهم عادوا ومعهم وجع لا يُنسى· وبقيت والدته تنتظر طفلها الذي خرج حاملاً أملاً صغيرًا، فعاد محمولًا بالحزن والأسى·

تعاني قرى مشرعة وحدنان من أزمة مياه خانقة، حيث جفّت معظم خزانات المياه الأهلية (السقايات)، ومع اشتداد الجفاف، تتفاقم معاناة السكان يومًا بعد آخر· ففي حين تفتقر بعض القرى كليًا إلى العيون والآبار، توجد قرى أخرى تحتوي على مصادر مائية قديمة، لكنها بحاجة ماسّة إلى إعادة تأهيل وصيانة·

وأمام هذه الكارثة الإنسانية، نرفع مناشدتنا إلى كافة الجهات المعنية، والسلطات المحلية، والمنظمات الدولية والمحلية، والمبادرات الإنسانية، للتدخل العاجل والعمل على:

إنشاء خزانات مياه مستدامة (سقايات) في القرى المحرومة كليًا من المياه·

إعادة تأهيل العيون والآبار في القرى التي تحتوي على مصادر مائية قابلة للاستصلاح·

توفير حلول دائمة تضمن وصول المياه النظيفة والآمنة لجميع سكان المديرية، وخاصة النساء والأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر من هذه الأزمة·