تواصل جماعة الحوثي المسلحة حملتها المتصاعدة ضد الشخصيات الاجتماعية والنشطاء المدنيين في مناطق سيطرتها، في إطار ممارسات قمعية ممنهجة تستهدف كل من يعارض توجهاتها أو يفضح الفساد داخل مؤسساتها.

ففي محافظة صنعاء، يواصل الحوثيون احتجاز الشيخ القبلي علي غالب أبوحلفة تعسفياً منذ أكثر من شهرين، داخل سجن تابع لما يُعرف بـ"محكمة نهم وبني حشيش"، رغم عدم وجود أي دعوى قضائية بحقه.

ووفق مصادر مطلعة، اعتُقل الشيخ أبوحلفة على خلفية وساطة قبلية بذلها لحل نزاع محلي، دون أن يكون طرفاً في القضية. ورغم تقديمه الضمانات القانونية والوثائق التي تثبت عدم صلته بالنزاع، أصر القاضي الحوثي على احتجازه، بعد رفضه الانصياع لما وُصفت بـ"الإملاءات غير القانونية".

وأثار استمرار احتجاز الشيخ استياءً واسعاً في الأوساط القبلية والحقوقية، التي اعتبرت أن الخطوة تمثل استغلالاً واضحاً للمؤسسة القضائية من قبل الجماعة لأغراض سياسية وتصفية حسابات، في ظل ما وصفوه بـ"الانهيار الكامل لمبدأ استقلال القضاء في مناطق سيطرتها".

ناشط مهدد بالموت داخل معتقل غير قانوني في الضالع

وفي محافظة الضالع، يتعرض الناشط الاجتماعي نجران مسعد الشوكي، من أبناء منطقة الأعشور في مخلاف العود، لخطر حقيقي على حياته نتيجة تدهور وضعه الصحي داخل معتقل حوثي غير قانوني في مديرية قعطبة، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على اختطافه واحتجازه دون توجيه تهم رسمية أو أوامر قضائية.

وذكرت مصادر حقوقية أن الشوكي اعتُقل على خلفية منشور عبر حسابه في "فيسبوك" انتقد فيه القيادي الحوثي علي عبد الله السماوي، الذي يشغل منصب مدير البحث الجنائي في قعطبة، ويتهمه فيه بالفساد واستغلال المنصب.

ورغم تقديم شكوى رسمية إلى النيابة العامة وصدور توجيهات بالإفراج عنه، يصر السماوي على مواصلة احتجاز الشوكي في سجن مستحدث بمنطقة القرين، في ظروف صحية متدهورة، خصوصًا مع معاناته من أمراض مزمنة كالقلب والسكري، وسط غياب الرعاية الطبية.

واعتبرت المصادر الحقوقية أن هذه الانتهاكات تعكس نهجاً متكرراً لدى جماعة الحوثي في استهداف حرية الرأي والتعبير، وتحويل الأجهزة الأمنية إلى أدوات للقمع والتصفية، في ظل إفلات تام من المساءلة.

وحملت أسرة الشوكي وأهالي منطقته جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياته، مطالبين بسرعة الإفراج عنه ومحاسبة المسؤولين عن احتجازه.