أعلن رئيس الكاميرون، بول بيا، البالغ من العمر 92 عامًا، نيّته الترشح مجددًا في الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما يفتح الباب أمام ولاية ثامنة قد تمدد فترة حكمه، المستمرة منذ أكثر من أربعة عقود، حتى بلوغه سن المئة.

جاء إعلان بيا، الذي يُعد أكبر رؤساء العالم سنًا، عبر منشور على منصة "إكس"، قال فيه: "اطمئنوا، تصميمي على خدمتكم يتناسب مع إلحاح التحديات التي نواجهها"، مضيفًا أن قراره جاء استجابة لدعوات "كثيرة وملحة" من داخل البلاد وخارجها.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الانتقادات الداخلية والدولية بشأن أداء حكومته، التي واجهت اتهامات بالفساد وسوء الإدارة، فضلًا عن فشلها في معالجة التحديات الأمنية المستمرة.

كما تزايدت المخاوف بشأن حالته الصحية، خاصة بعد غيابه الطويل عن الأنظار العام الماضي، والذي استمر لأكثر من ستة أسابيع، ما أثار تكهنات حول سلامته وشائعات عن وفاته.

ورغم أن ترشحه كان متوقعًا، إلا أنه لم يُؤكد رسميًا حتى إعلان يوم الأحد، ليكرّس بذلك استمراريته السياسية، التي لم تنقطع منذ توليه السلطة في عام 1982. ولم يخسر بيا أي انتخابات منذ ذلك الحين، وسط اتهامات متكررة من المعارضة بوقوع "مخالفات واسعة النطاق"، خصوصًا في انتخابات 2018 التي فاز فيها بأكثر من 71% من الأصوات.

قرار الترشح يأتي أيضًا في أعقاب تصدعات داخل الائتلاف الحاكم، إذ أعلن حليفان سياسيان بارزان من شمال البلاد، الوزير السابق عيسى تشيروما بكاري ورئيس الوزراء الأسبق بيلو بوبا مايغاري، انسحابهما من صفوف الحزب الحاكم، وتقديم نفسيهما كمرشحين مستقلين للانتخابات المقبلة.

ووجّه تشيروما انتقادات حادة لإدارة بيا، متهمًا إياها بـ"كسر ثقة الجمهور"، وأعلن انتقاله إلى صفوف المعارضة.

كما أعلنت عدة شخصيات معارضة معروفة ترشحها للرئاسة، أبرزهم موريس كامتو، الذي حلّ في المركز الثاني في انتخابات 2018، إلى جانب جوشوا أوسيه، وأكيري مونا، وكابرال ليبي.

ورغم هذه الانقسامات، لا يزال بول بيا يحظى بدعم الجناح الرئيسي في حزب "حركة الشعب الديمقراطية الكاميرونية" الحاكم، الذي كان قد ألغى القيود على عدد فترات الرئاسة في عام 2008، ما أتاح له الترشح لعدد غير محدود من الولايات.