تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
أزمة السيولة في عدن.. عندما يلتقي المنصبان وتُفضح اللعبة القديمة
196 قراءة  |

في قلب الكثير من ألازمات المفتعلة في بلادنا، برزت على السطح فجأة “أزمة سيولة” في البنك المركزي اليمني التابع للحكومة الشرعية في عدن، دون أي مقدمات أو تمهيد، بعد سنوات من غيابها وتجاوزها. واللافت في هذا الظهور المفاجئ للازمة هو توقيتها، الذي تزامن تحديداً مع تولي الدكتور بن بريك رئاسة الحكومة، مع احتفاظه بمنصبه كوزير للمالية في الوقت نفسه. حيث يثير هذا التوقيت تساؤلات عميقة، ويكشف عن حقيقة مؤلمة وراء هذه الأزمة المفتعلة التي تستهدف معاناة الشعب والموظفين.

ولفهم أبعاد هذه “الأزمة” المفتعلة، لا بد من استعراض المشهد الذي ساد في السنوات الماضية. حيث تعاقب على رئاسة الحكومة اليمنية في عدن شخصيات مختلفة، ولم يكن أي منهم يشغل منصب وزير المالية في الوقت نفسه. وهذه الديناميكية سمحت بـ”تقسيم الأدوار”بين رئيس الحكومة ووزير المالية بشكل مكّن من تأخير صرف الرواتب والمستحقات الحكومية بشكل شبه دائم. فكان رئيس الحكومة يصدر توجيهاته بصرف الرواتب أو تخصيص الميزانيات للخدمات الأساسية للمواطنين، من جهة ليأتي دور وزير المالية برفض الصرف، أو يماطل فيه، أو يختلق المبررات الواهية من جهة اخرى. المهم أن “المُخرِج” يجد سبباً لتأخير الصرف، ويكون هذا المبرر مقبولاً ظاهرياً طالما أن القرار يصدر من جهة (رئيس الحكومة) ويُفترض أن يُنفذ (أو لا يُنفذ) من جهة أخرى (وزير المالية). وهذه الآلية سمحت بتوزيع المسؤولية، وإلقاء اللوم بين الجهتين او على وزير المالية بشكل اكبر ، مما أضفى غطاءً من “التعقيدات الإدارية” على عملية تأخير الصرف المتعمدة.

لكن هذا المشهد تغير تماماً مع تولي الدكتور بن بريك رئاسة الحكومة، مع احتفاظه بمنصبه كوزير للمالية. وهنا تكمن نقطة التحول الجوهرية التي فجرت “أزمة السيولة” المفتعلة، وكشفت القناع عن الحقيقة المرة.اذ لم يعد هناك “طرفان” يمكن توزيع الأدوار بينهما. حيث لم يعد هناك رئيس حكومة يصدر أمراً، ووزير مالية يماطل في تنفيذه. فإذا أصدر الدكتور بن بريك، بصفته رئيساً للحكومة، أمراً بصرف رواتب الموظفين مثلاً، فعليه أن ينفذه هو نفسه بصفته وزيراً للمالية. ولم يعد لديه، كوزير للمالية، أي مبرر منطقي أو إداري لتأخير الصرف أو المماطلة في تنفيذ توجيهاته كرئيس للحكومة. هذا الوضع خلق تناقضاً صارخاً ويازال الستار عن لعبة التأخير القديمة التي كانت تعتمد على فصل السلطات وتضارب الصلاحيات.

اقرأ المزيد...

لجنة التوعية بسيادة القانون تنظم محاضرات لمنتسبي أمن لحج

13 يوليو، 2025 ( 8:58 مساءً )

اليونيسف: تشخيص 5800 طفل بسوء التغذية في غزة خلال يونيو

13 يوليو، 2025 ( 8:54 مساءً )

ولأن استمرار عملية تأخير صرف رواتب الموظفين يُعد هدفاً بحد ذاته لأجندات سياسية معينة تسعى لتضييق الخناق على الشعب، فقد كان لا بد من اختراع ذريعة جديدة، ذريعة لا يمكن ردها إلى تضارب في الأدوار الداخلية. وهكذا، اخترعوا “أزمة السيولة” كـ”مُخرج” جديد ومُصطنع لتبرير التأخير في الصرف، وكمحاولة لإلقاء اللوم على ظروف “قاهرة” خارجة عن السيطرة، بينما هي في حقيقتها مفتعلة ومحض تضليل، تهدف إلى إبقاء الشعب تحت نير الضغط الاقتصادي.

إن هذا التفسير يفسر بوضوح لماذا ظهرت أزمة السيولة فجأة في هذا التوقيت بالذات، بعد سنوات من غيابها. فهي ليست سوى ورطة واجهها “المُخرِج” القديم، الذي وجد نفسه مجبراً على ابتكار ذريعة جديدة لمواصلة مخططه الرامي إلى تضييق الخناق على الشعب. انها مؤامرة مكشوفة، تستغل معاناة الناس وتتلاعب بمصيرهم، وتؤكد أن الأزمة ليست اقتصادية بقدر ما هي سياسية بامتياز، تُحاك خيوطها بعناية لإبقاء الشعب في دائرة الضغط والمعاناة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
الحدث اليوم | 1648 قراءة 

ورد الآن.. اشتباكات واقتحامات وزارات حكومية وتصاعد الصراع بين الميليشيا واخلا القصر الرئاسي (التفاصي


يمن فويس | 1241 قراءة 

نفت مصادر رسمية صحة الأنباء التي تداولتها بعض الصفحات التابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية، والتي زعمت


الحدث اليوم | 954 قراءة 

عقب اشتباكات ..اخلاء سعودي – اماراتي لقصر المعاشيق


نافذة اليمن | 856 قراءة 

غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، اليوم الأحد، العاصمة عدن، إلى المملكة العربية ا


مأرب برس | 854 قراءة 

أثار البيان الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الساعات الماضية وتابعه مأرب برس، موجة انتقادات و


نيوز لاين | 818 قراءة 

تغير جديد ومفاجئ في اسعارصرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي


حشد نت | 678 قراءة 

صعدة.. قتيل وإصابات في اشتباك مسلح بمقر الحوثيين على خلفية اختفاء مخدرات


الحدث اليوم | 584 قراءة 

هل تعرض عيدروس الزبيدي للصفع و الإهانة في قصر المعاشيق ؟


الأمناء نت | 581 قراءة 

مسؤول أمريكي يكشف عن تعاون رشاد العليمي مع الحوثيين .. يجب عليه التنحي وإلا سيواجه الاعتقال


صوت العاصمة | 488 قراءة 

كشفت مصادر محلية، عن صدور دعوات لإخلاء عدد من الأحياء السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء، تحسبًا لقصف