تصعيد جديد يُنذر بأزمة طاقة خانقة في العاصمة عدن، إذ أعلن عمال قطاع العقلة النفطي (S2) بمحافظة شبوة، يوم الجمعة، إيقاف ضخ النفط الخام مجددًا، احتجاجًا على تجاهل الحكومة لمطالبهم وتحذيراتهم المتكررة بشأن أوضاعهم المتردية.

وأكدت مصادر في القطاع أن قرار وقف الضخ جاء بعد انتهاء المهلة التي منحها العمال للحكومة دون تنفيذ أي من الوعود السابقة، وعلى رأسها تحسين ظروف العمل، صرف المستحقات المتأخرة، وتسوية أوضاعهم الوظيفية بعد انسحاب شركة OMV النمساوية، المشغّل السابق للقطاع في مايو الماضي.

وأوضح العمال أن الضخ الذي بدأ مطلع يونيو الماضي بمعدل أربع مقطورات يوميًا، لتغذية محطة كهرباء الرئيس في عدن، تم تعليقه بالكامل، مشددين على أن الحكومة لم تنفذ أياً من تعهداتها التي قطعتها خلال لقاء جمع وزير النفط بممثلي العمال في العاصمة المؤقتة عدن، قبل نحو أسبوعين.

وقال العاملون إنهم يعيشون أوضاعًا غير إنسانية، ويعملون دون أي عقود رسمية أو تأمين وظيفي، في ظل صمت رسمي وصفوه بـ"المخزي"، مطالبين الحكومة بسرعة التدخل قبل أن تتفاقم الأزمة وتخرج عن السيطرة.

ويُهدد استمرار توقف الضخ من خزانات العقلة، التي تحتوي على ما يقارب 116 ألف برميل من النفط الخام، بتعطيل كامل لمحطة الرئيس الكهربائية، ما قد يُغرق مدينة عدن مجددًا في ظلام دامس ويضاعف معاناة السكان.

وتحول قطاع العقلة، منذ انسحاب الشركة الأجنبية، إلى نقطة اشتعال ساخنة بين العمال والحكومة، في ظل غياب أي رؤية استراتيجية لمعالجة الملف النفطي وتثبيت العمال وإنهاء حالة عدم الاستقرار.

ويُعد هذا الإيقاف الثاني خلال أقل من شهر، وسط تحذيرات من أن الاستمرار في تجاهل مطالب العاملين قد يؤدي إلى شلل تام في أحد أهم القطاعات الحيوية في البلاد.