انتقد القاضي عبدالوهاب قطران بشدة قرار سلطات الحوثيين بدء العام الدراسي الجديد بالتزامن مع بداية السنة الهجرية، واصفًا التوقيت بـ”العبثي” وغير المناسب في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.

وأشار قطران، في مقال نشره على صفحته، إلى أن المدارس فُتحت “تحت شمس لاهبة وفي وقت الجيوب فيه صفراء”، في إشارة إلى الأعباء الاقتصادية الثقيلة التي تئن تحتها الأسر، متهمًا سلطة صنعاء بأنها جفّفت مصادر دخل المواطنين بسياساتها المالية المجحفة.

وتطرق في حديثه إلى ما سماه “تسويف السلطة في صرف نصف الراتب”، الذي اعتادت صرفه كل 25 من الشهر الميلادي، حيث بات يؤجل بشكل مستمر لما بعد العاشر من الشهر التالي، مما فاقم من معاناة الموظفين وأسرهم.

وانتقد قطران ما وصفه بـ”حكومة التغيير الجذري”، مؤكدًا أنها سلبت السلطة القضائية استقلالها بعد إلحاقها بوزارة المالية، كما حمّلها مسؤولية خصخصة التعليم وتحويله إلى سلعة تجارية ترهق أولياء الأمور برسوم مرتفعة وتكاليف تثقل كاهلهم.

وختم مقاله بلهجة تهكّمية قائلاً: “شلّوا لكم صنعاء بمدارسها وجامعاتها، واتركوا لنا الله والنوم… ولا فاز إلا النوم”، في تعبير ساخر عن حالة الإحباط والاحتقان الشعبي المتزايد تجاه سياسات التعليم والمرتبات في مناطق سيطرة الحوثيين.

وكانت المليشيات قد اعتقلت القاضي قطران العام الماضي على خلفية انتقاداته لزعيمهم وأفرجت عنه من مخابراتها نظير تعهده بعدم الكتابة ضد زعيمها لكنه عاد للانتقاد ما قد يدفع المليشيات إلى اعتقاله مجددا.