في واقعة أثارت استياءً واسعًا، رفض مركز السل في مديرية المنصورة بمحافظة عدن استقبال لاجئ إفريقي يدعى محمد رغم معاناته من أعراض مرض السل الحاد، وذلك لعدم امتلاكه بطاقة تعريف صادرة عن مفوضية شؤون اللاجئين، بحسب ما أفاد به المريض نفسه.

ووفقًا لرواية محمد، فقد تم منعه من الدخول إلى المستشفى رغم حالته الصحية المتدهورة التي تتطلب رعاية طبية عاجلة. وقال في تصريح خاص:

 "كنت أبحث فقط عن العلاج، لكنهم رفضوا استقبالي بشكل تام لأني لا أملك بطاقة من المفوضية،وأنا الآن أنام في الشارع بلا مأوى أو دواء."

ويقيم محمد حاليًا في إحدى شوارع منطقة البساتين المكتظة بالسكان، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة نظرًا للطبيعة المعدية لمرض السل، خاصة في ظل غياب أي تدخل صحي رسمي لحصر العدوى أو توفير رعاية عاجلة.

ويأتي هذا الحادث في وقت تواجه فيه مناطق عدة في عدن أزمات متكررة في القطاع الصحي، وسط مطالبات حقوقية وإنسانية بضرورة مراعاة الحالات الطارئة دون النظر إلى الوضع القانوني أو وضع اللاجئ، خصوصًا في الأمراض الخطيرة والمعدية.

دعوة عاجلة للتحرك

من هذا المنطلق، يناشد نشطاء حقوق الإنسان والمهتمون بالصحة العامة الجهات الصحية في عدن، إضافة إلى المنظمات الدولية وعلى رأسها مفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية، بسرعة التدخل ونقل المريض إلى مركز علاجي قبل تفاقم حالته، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار المرض بين سكان المنطقة.

ويؤكد خبراء الصحة أن التعامل الإنساني مع مرضى السل ضرورة لا تحتمل التأجيل، وأن الإهمال أو التمييز في تقديم العلاج قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المجتمع ككل.

.

//