تبين ان السيدة " لطيفة الدروبي" زوجة الرئيس السوري" أحمد الشرع" تعود جذورها إلى أصول يمنية من أبناء تهامة في محافظة الحديدة وتحديدا تنتمي إلى عائلة "الدريبي" وهي عائلة يمنية كبيرة تنتشر في كثير من المحافظات اليمنية، لكنها تتركز بشكل أكبر في محافظة الحديدة.

طبعا هذه المعلومة الهامة اتحفني بها شخص متفيقه، وامثال هؤلاء يطلق عليهم أبناء الجنوب لقب " فشفشي" وهو الشخص الاحمق الذي يعتقد انه خارق الذكاء ويعرف كل شيء،، وقد دعاني لتناول وجبة عشاء، فاثار ذلك استغرابي وحيرتي، فهو من أشد الناس بخلا، وحرصا على كل ريال، ويفاصل حتى في الأشياء الزهيدة الثمن والتي سعرها معروف، ولذلك استغربت دعوته واشترطت عليه ان أطلب من الطعام ما أريد، ولأنه بخيل فقد حاول ان يتفلسف ويخبرني ان الجلسة معا والتحدث أهم من اي طعام، لكني رفضت هذا الكلام واصريت على ان أطلب ما يطيب لي من طعام، فوافق مكرها.

المهم وصلت إلى المطعم وفعلا أوفى بوعده وتركني أطلب الطعام الذي أرغب فيه دون أن يناقشني، وكنت أخشى أن يحرجني بكلمة أو يفاوض المحاسب على قيمة الطعام، لكنه لم يفعل، وحين سألته لماذا لم يفعل رد بكل صراحة بأنه كان سيفعل، ولكنه خاف أن اتركه واغادر المطعم، فضحكت من أعماق قلبي على صراحته، وكنت فعلا سأتركه واغادر المطعم لو أنه فعلها.

منعته من الكلام حتى ننتهي من تناول طعامنا، وقلت له لا كلام على طعام، فقد كنت أعلم انه سيفسد علي وجبة العشاء بكلام أهبل وأحمق ليس له رأس ولا رجل، وقد صدقت توقعاتي، فما أن انتهينا من الطعام حتى تنفس الصعداء، ليخبرني أنه اكتشف ان السيدة " لطيفة الدروبي " زوجة الرئيس السوري الجديد "أحمد الشرع" من أصول يمنية، فسألته ان كان يمتلك وثائق وادلة تؤكد صدق اكتشافه، فرد بكل ثقة ان الأمر لا يحتاج إلى وثائق، ويكفي معرفة لقب عائلتها، فهو لقب عائلة يمنية مشهورة.

هذا الاحمق البخيل الذي يهرف بما لا يعرف لم يستوعب الامر لذلك خلط بين لقب" الدروبي" وهو لقب السيدة "لطيفة" زوجة الرئيس السوري أحمد الشرع وبين لقب "الدريبي" وهو لقب عائلة يمنية كبيرة ينتشر معظم أبنائها في منطقة تهامة التابعة لمحافظة الحديدة، إلا ان هذه العائلة اليمنية جميعهم من ذوي البشرة السمراء، بينما السيدة لطيفة ذات بشرة بيضاء فاقع لونها.

لم اتمالك نفسي من هذه الحماقة التي أراد ان يقنعني بها، وقلت له، لنسلم جدلا ان السيدة " لطيفة الدروبي" كانت من أصول يمنية، فماذا ستسفيد اليمن أو اليمنيين من هذا الامر؟ لو كانت زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمنية فربما تؤثر على قراره الخاص بحرمان اليمنيين من دخول أمريكا، وتمنعه من إصدار هذا القرار وستدافع عنهم من منطلق أنهم من أبناء جلدتها، ولو كانت زوجة الرئيس الأسترالي أو الكندي من أصول يمنية فربما يسمحون لليمنيين بالهجرة والعيش في تلك البلدان والحصول على الجنسية، أما ان تكون زوجة الشرع يمنية، فهذا أمر لن ينفع اليمنيين أو يضرهم، فالنافع هو الله سبحانه وتعالى، واسأل الله ان يفرج هم اليمنيين وينهي معاناتهم حتى يتمكنوا من العيش بأمن وسلام مثل بقية شعوب العالم.