اتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، مليشيا الحوثي التابعة لإيران بتحويل اليمن إلى نقطة انطلاق جديدة لتهريب المخدرات، مستغلين الفراغ الناجم عن سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان يمثل الممر الرئيسي لتجارة الكبتاجون لاستهداف دول الخليج.

وقال الإرياني في تصريحات مساء اليوم الخميس، طالعها "المشهد اليمني" إن محاولة تهريب ضخمة تم إحباطها مؤخرًا في منفذ الوديعة الحدودي، تُظهر مدى التهديد المتزايد الذي تمثله شبكات التهريب المرتبطة بالحوثيين، مشيرًا إلى أن كتيبة أمن وحماية المنفذ نجحت في ضبط شاحنة كانت محملة بـ 1,530,300 قرص مخدر، وكانت في طريقها إلى المملكة العربية السعودية.

وأكد الوزير أن هذه المحاولة تأتي في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث عمدت المليشيا الحوثية إلى تعزيز أنشطتها الإجرامية بعد انهيار شبكات التهريب التقليدية التي كانت تمر عبر سوريا، مضيفًا أن الحوثيين يعمقون تهديداتهم الأمنية عبر شبكات تهريب دولية ممولة ومدعومة من إيران.

وأشار الإرياني إلى تقارير تفيد بسيطرة الحوثيين على عدد من مصانع الأدوية في العاصمة صنعاء، وتحويل أجزاء من أحد هذه المصانع إلى معمل لإنتاج الكبتاجون، في تكرار لنهج النظام السوري السابق ومليشيا حزب الله اللبناني في تمويل أنشطتهم من خلال تجارة المخدرات، متجاهلين تمامًا الآثار الكارثية لهذه الأنشطة على صحة الشعوب وأمن المجتمعات.

وأضاف الوزير أن الحادثة الأخيرة تبرز التكتيكات الخبيثة التي تستخدمها المليشيا الحوثية لتمويل عملياتها العسكرية والإرهابية، مبينًا أن تهريب المخدرات أصبح أحد مصادر التمويل الرئيسية لها، فضلًا عن استخدامه كأداة للابتزاز السياسي وزعزعة الأمن الإقليمي.

ودعا الإرياني المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذا السلوك الإجرامي، مطالبًا بتكثيف التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة تهريب المخدرات والأنشطة الإجرامية العابرة للحدود، مشددًا على أن هذه التهديدات لا تمس فقط صحة الشعوب، بل تُشكل خطرًا مباشرًا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وصباح الأحد، تمكنت كتيبة أمن وحماية منفذ الوديعة من إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من الحبوب المخدرة تُقدر بمليون وخمسة آلاف وثلاثمائة قرص كانت مخفية بإحكام على سطح شاحنة تبريد متجهة إلى المملكة العربية السعودية.

وأوضح مصادر أمنية أن سائق الشاحنة أقر خلال التحقيقات الأولية بأن الحمولة تعود إلى تجار ممنوعات حوثيين في العاصمة صنعاء وأن مهمته كانت تقتصر على إيصالها إلى مدينة شرورة داخل المملكة حيث كان من المقرر أن يستلمها منه شخص آخر لا يعرف هويته.