في واقعة مؤلمة هزّت مشاعر المواطنين، عُثر في ساعة متأخرة من ليل أمس على طفلة حديثة الولادة، تُركت على قارعة الطريق في أحد أزقة العاصمة اليمنية صنعاء، دون مأوى أو رعاية.

وأفاد الشاب شهاب الفيل، وهو من سكان المنطقة، أنه عثر على الطفلة أثناء عودته إلى منزله، حيث كانت موضوعة على الأرض في أحد الأزقة المظلمة، في مشهد مؤثر يعكس حجم المعاناة التي قد تواجهها بعض الأرواح البريئة.

وقال الفيل في منشور على صفحته في "فيسبوك":

"في هذه الليلة، وفي وقت متأخر بعد منتصف الليل، وجدت هذه الطفلة المولودة متروكة في أحد أزقة حارتنا. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ما ذنب هذه الطفلة أن تُترك هكذا في الشارع؟

ما ذنبها أن تعيش بلا أب أو أم؟

اتقوا الله يا شباب ويا شابات، واعلموا أن الله بصير بكل شيء، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء."

وأضاف الفيل مناشدًا المجتمع بضرورة تحمّل الآباء مسؤولياتهم، والعمل على تيسير الزواج للشباب من خلال خفض المهور، قائلاً إن "الحلال أصبح صعبًا، فصار الحرام أسهل – والعياذ بالله".

وعقب انتشار القصة، تواصل عدد من فاعلي الخير مع الفيل، معبرين عن استعدادهم لتبنّي الطفلة وتوفير حياة كريمة لها، إلا أن الفيل أصرّ على الاحتفاظ بها بنفسه، مؤكدًا رغبته في تبنّيها ورعايتها، قائلاً:

"هذه الطفلة باتت أمانة في عنقي، ولن أتركها، وسأكون لها أبًا وسندًا بإذن الله."

وقد تم إبلاغ الجهات المختصة، حيث جرى نقل الطفلة إلى أحد المراكز الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة والاطمئنان على صحتها، فيما باشرت السلطات التحقيق في الواقعة لتحديد هوية من تخلى عنها.

وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة قضايا مجتمعية حساسة تتعلق بالمسؤولية الأسرية، والحاجة الملحة إلى تعزيز التوعية المجتمعية والوقوف إلى جانب الفئات الضعيفة، وخاصة الأطفال حديثي الولادة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في ظروف قاسية.