في ظل تصاعد التوترات وسط تصعيد خطير يعكس نوايا خبيثة لإفشال جهود التهدئة، واصلت مليشيا الحوثي الإرهابية استفزازاتها عند المنفذ الشرقي لمدينة تعز، حيث شهدت المنطقة تحركات مُعدة مسبقًا تهدف إلى تفجير الوضع وإغلاق الطريق الحيوي مرة أخرى أمام حركة المواطنين، مما يهدد استقرار المنطقة ويُشكل تهديدًا مباشرًا لحركة المدنيين والبضائع.

وأفادت مصادر عسكرية مطلعة أن المليشيا الحوثية دفعت بطقم عسكري مزوّد بمكبرات صوت، قام ببث مقاطع طائفية تحريضية بالقرب من النقطة الأمنية التابعة للقوات الحكومية. وقد وصف مراقبون هذه الخطوة بأنها محاولة لجر الطرف الآخر إلى اشتباك مفتعل، يمنح الحوثيين ذريعة لإغلاق المنفذ بالقوة، وفرض سيطرتهم على المنطقة بشكل كامل.

وتأتي هذه الاستفزازات بعد سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي مارستها المليشيا منذ إعادة فتح المنفذ قبل عام، شملت إطلاق نار مباشر على عناصر النقطة الأمنية، وتهديد موظفي المعبر والناقلين المدنيين، ما أثار مخاوف كبيرة لدى السكان والمسؤولين المحليين.

رغم هذه التصرفات الاستفزازية، تواصل القوات الحكومية ضبط النفس ورفض الانجرار خلف مخططات التصعيد الحوثية، بهدف الحفاظ على استمرارية فتح المنفذ الذي يُعد متنفسًا إنسانيًا واقتصاديًا لألاف المواطنين الذين يعتمدون عليه لعبور البضائع وحركة الناس بين المحافظات.

وتشير التحركات الأخيرة للمليشيا إلى محاولات مكشوفة لنسف أي تقدم في ملف فتح الطرق، وإعادة مدينة تعز إلى حالة الحصار الخانق التي فرضتها الجماعة منذ سنوات، وهو ما يُعتبر تحدٍّ صارخ لكل الدعوات الدولية للتهدئة وإنهاء معاناة المدنيين في منطقة تعز التي عانت لسنوات طويلة من القمع والتجويع.

وتطالب الجهات المحلية والدولية بضرورة التدخل الفوري لوقف هذه التصرفات الاستفزازية، وضمان أمن المواطنين وفتح الطرق بشكل دائم، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية أو العسكرية التي تُستخدم كذرائع لاستمرار العزلة والمعاناة.