وفاة الفنانة تقية الطويلية أيقونة الغناء الشعبي في صنعاء

حشد نت- صنعاء:

ودّع الوسط الفني والثقافي في اليمن، صباح يوم الإثنين، الفنانة القديرة تقية الطويلية، إحدى أبرز رائدات الغناء النسائي اليمني، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، في مدينة صنعاء التي احتضنت أبرز محطاتها الفنية ومسيرتها الإبداعية الغنية.

وُلدت الراحلة في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت عام 1952، وشقّت طريقها الفني في بيئة اجتماعية تقليدية، متجاوزةً القيود المفروضة على النساء آنذاك، لتفرض اسمها بقوة كـ"ملكة الغناء النسائي" في اليمن، وكرمز فني خُلّد في ذاكرة الفن الشعبي، لا سيما في أداء اللون الصنعاني الأصيل.

بدأت تقية الطويلية مشوارها الفني بعد أعوام قليلة من قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، حيث ظهرت أولاً في جلسات نسائية خاصة، قبل أن تنطلق نحو الساحة الفنية العامة، وتُشارك بالغناء إلى جانب كوكبة من كبار الفنانين اليمنيين، من بينهم علي عبد الله السمه، محمد حمود الحارثي، علي بن علي الآنسي، أحمد السنيدار، وأحمد فتحي، الذين لحّنوا لها ورافقوها في تقديم أعمال خالدة.

قدّمت الراحلة أكثر من 21 ألبومًا غنائيًا، ضمّت عشرات الأغاني بين الوطني والعاطفي والفلكلوري، من أبرزها: "سلامي للجيش"، "يا طالعين الجبل"، "هات الدواء داوني"، "يا قلب يكفيك عذاب"، و"رب العباد لا لجأتني"، وهي أعمال ما زالت راسخة في وجدان المستمع اليمني حتى اليوم.

عرفت الطويلية بتميّزها في الغناء الفلكلوري الشعبي، وكانت من أوائل الفنانات اليمنيات اللاتي احترفن العزف على آلة "الصفيح" (الصحن)، وبرزت كصوت أساسي في الأعراس والمناسبات النسائية، مسهمةً في توثيق وحفظ التراث الغنائي اليمني من الاندثار. وقد كُرّمت خلال حياتها بعدد من الجوائز والشهادات التقديرية، أبرزها من النادي الأهلي بصنعاء ووزارة الثقافة.

وفي موكب جنائزي مهيب، شيّع العشرات من الفنانين والإعلاميين ومحبي الراحلة جثمانها، ظهر اليوم الإثنين، إلى مثواها الأخير في مقبرة خزيمة بصنعاء، وسط حالة من الحزن والأسى لفقدان إحدى أيقونات الغناء اليمني، مؤكدين أن صوتها سيظل حيًا في ذاكرة اليمنيين، وواحدًا من أعمدة الهوية الموسيقية الوطنية.