فيما تصاعدت الهجمات الحوثية على إسرائيل مؤخرا، كشفت مصادر إسرائيلية أن الخطر المتنامي من اليمن كان حاضرا بقوة في الجلسة السرية التي أقنَع خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قضاة المحكمة المركزية بتأجيل محاكمته بتهم الفساد، بعدما رفضوا سابقا طلباته.

ووفق تقرير نشره موقع "العين الإخبارية"، فإن نتنياهو حضر شخصيا إلى المحكمة برفقة رئيس "الموساد" دافيد برنياع ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، حيث قدموا للقضاة مداولات أمنية "استثنائية" تناولت الوضع المتوتر في غزة والهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن، إضافة إلى سيناريوهات عمليات عسكرية محتملة خارج حدود إسرائيل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بيندر قدّم للقضاة مراجعة استخباراتية بناء على طلب نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بعد الحصول على موافقة رئيس الأركان إيال زامير، مشيرة إلى أن التطورات الإقليمية -خاصة من غزة واليمن- تتطلب تفرغ نتنياهو الكامل لمتابعتها.

وفي خطوة مفاجئة، وافقت المحكمة الأحد على تأجيل شهادة نتنياهو في محاكمته لمدة أسبوع، قابلة للتمديد إذا استدعت التطورات ذلك، بعدما كانت قد رفضت مرتين طلبات مماثلة بسبب انشغاله بملفات أمنية.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، إذ تتزامن مع مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة المختطفين الإسرائيليين، إلى جانب ضغوط أمريكية لدفع اتفاقات لتوسيع "اتفاقيات أبراهام" مع دول عربية وإسلامية.

إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إسرائيلية لموقع العين الإخبارية إن الحوثيين باتوا يشكلون "تهديدا مستمرا" بعد فشل الضربات الإسرائيلية الأخيرة في إيقاف صواريخهم وطائراتهم المسيرة، ما يعزز احتمالات تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضدهم في الفترة المقبلة.

وفيما يبقي الصمت المطبق على مجريات المشاورات خلف الأبواب المغلقة، تتساءل الأوساط السياسية والأمنية في تل أبيب: هل يهيئ نتنياهو لعملية خارجية كبرى قد تعيد خلط الأوراق؟ وهل اليمن هي الساحة الأقرب للاشتعال؟