في لقاء متميز على هامش الحفل الختامي لموسم حج عام 1446هـ، التقى معالي الشيخ محمد عيضة شبيبة، وزير الأوقاف والإرشاد في الجمهورية اليمنية، بمعالي الدكتور نور محمد ثاقب، وزير الإرشاد والحج والأوقاف في جمهورية أفغانستان الإسلامية.

وخلال اللقاء الذي جمع الطرفين في أجواء إيمانية تعمها الروح الدينية العميقة التي يعيشها ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، استعرض الوزيران أبرز التطورات الجارية في أفغانستان، وتبادلا وجهات النظر حول مرحلة التعافي التي تشهدها البلاد بعد عقود طويلة من الحرب والاحتلال والصراعات الداخلية.

وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء، أكد معالي الوزير شبيبة أن هذا اللقاء لم يكن مجرد لقاء رسمي، بل كان تحية من القلوب بين شعبين عربي وإسلامي تجمعهما مشاعر الإيمان والتاريخ المشترك. وقال:

"في لقائي مع معالي الدكتور نور محمد ثاقب، تطرّقنا إلى مرحلة التعافي التي تشهدها أفغانستان اليوم، بعد عقودٍ من الاحتلال والمعاناة. إن ما يجري في أفغانستان ليس فقط خطوات إعادة بناء دولة، بل هو بداية استعادة شعبٍ كامل لوجهه الحضاري الإسلامي، ولدوره الطبيعي في خريطة الأمة".

وأضاف شبيبة أن اللقاء حمل روح الأمل في مستقبل واعد لأفغانستان، مشيراً إلى أن الشعب الأفغاني، رغم كل ما مر به من محن، ظل متمسكاً بهويته ورسالته الإنسانية والدينية، وهو الآن بصدد استعادة زمام أمره بعيدًا عن التدخلات الخارجية والتجاذبات السياسية التي كانت سبباً في تمزّق النسيج المجتمعي لعقود.

وتابع قائلاً:

"ما تعيشه أفغانستان اليوم من بدايات التعافي، يُعد رسالة لكل الشعوب التي تناضل وتتصدى للظلم والاستعمار، بأن الكفاح لا يضيع، وأن إرادة التحرر أقوى من كل سلاسل القهر والهيمنة."

واختتم الوزير اليمني تصريحاته بالتأكيد على أن الأمم التي تمتلك وعياً بهويتها ومصيرها، قادرة على النهوض من جديد، مهما اشتدت بها العواصف والمحن، وأن ما يجري في أفغانستان اليوم هو دليل حي على هذه الحقيقة.

"إن أفغانستان، رغم سنوات المعاناة، لم تفقد بوصلتها، وهي اليوم تعيد كتابة تاريخها بإرادة وطنية خالصة، وأرى في ذلك نموذجاً يستحق الوقوف أمامه بكل احترام وتقدير."