من مكاشفة الرئيس إلى مواجهة الحقيقة: اليمن بين سلامٍ خادع وحرب معلنة - عبده سالم

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 109 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من مكاشفة الرئيس إلى مواجهة الحقيقة: اليمن بين سلامٍ خادع وحرب معلنة - عبده سالم

عبده سالم

نتفهم صراحة الأخ الرئيس الأخيرة بشأن ما تعرض له من تهديد وابتزاز من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية فيما يخص طائرة الحجاج، وما رافق ذلك من تهديد بقصف المطارات، وهو موقف يُحسب له من حيث المكاشفة والمصارحة، رغم إن ما تفضل به لا يمثل سوى جزء يسير من الحقيقة المؤلمة التي يجب كشفها للرأي العام، وهي حقيقة الخلل العميق في ميزان السيادة الوطني، وتآكل قدرة الدولة على حماية رموزها ومرافقها السيادية، وعلى الرغم من تقديرنا لمبدأ الشفافية، فإننا نتساءل: ما الذي يقف خلف هذه المكاشفة الآن؟

هل تهدف المكاشفة الى تقديم الحوثي كجماعة إرهابية خارجة عن القانون، ويصعب السيطرة عليها تمهيدًا لإقناع الروس كهدف من اهداف زيارة الرئيس الأخيرة؟

أم أنها تأتي في سياق تحميل المجتمع الدولي، والإقليمي، والشركاء المحليين، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، تمهيدًا لترتيبات قادمة؟

أم أن الأمر ببساطة هو اعتراف رسمي بحجم الأزمة، وانسداد الأفق، وقلة الحيلة ، وانعدام الخيارات؟

في جميع الحالات، تبقى النوايا طي الكتمان، ولا يعلم حقيقتها إلا الله.

الأمر المهم الذي ينبغي الإشارة اليه هو: اننا كمواطنين ومتابعين ندرك جيدًا أن إعادة فتح مطار صنعاء جاء ضمن بنود مشروع مبادرة السلام، التي لم نرَ من نتائجها سوى استفادة مليشيا الحوثي منها لتعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع حربها على اليمن واليمنيين ، دون أن تقابلها أي التزامات تضمن حقوق اليمنيين أو تحمي السيادة الوطنية. وما حادثة طائرة الحجاج إلا نموذج واضح على فشل هذه المبادرة، ليس فقط في تأمين سلامة الرحلات، بل حتى في حماية رئيس الدولة من الابتزاز والتهديد.

إننا نعيش اليوم حالة حرب فعلية، في ظل مبادرة سلام معلنة لا وجود لها على أرض الواقع، حرب متعددة الأوجه تتشابك فيها المواجهة بين الشرعية والانقلاب بمستويات مختلفة، مع أدوار إقليمية ودولية متشابكة، بدءًا من تدخلات التحالف، وصولًا إلى التوترات في الممرات البحرية والأجواء الإقليمية، وانتهاءً بالتصعيدات العابرة للحدود بين الحوثيين وقوى دولية مثل واشنطن وتل أبيب.

الطرق البرية مقطوعة، والموانئ تحت الحصار أو التدمير، والسفن مهددة، والمجال البحري في خطر دائم، والمطارات تتعرض للقصف والطائرات للحرق، كما حدث لطائرة الحجاج اليمنيين، في مشهد يلخص المأساة الوطنية.

إن التعامل مع هذا الواقع لا يمكن أن يظل محصورًا في نطاق التصريحات والمكاشفات أو بيانات الإدانة الشكلية، وكأننا في ظروف طبيعية .

المطلوب اليوم هو إعلان موقف واضح يتمثل في:

إعادة توصيف الحالة الوطنية كحالة حرب شاملة، وطي صفحة مشروع مبادرة السلام التي أثبتت فشلها، والدعوة إلى التعامل مع الوضع كظرف استثنائي يخضع لقوانين الطوارئ الدولية، بما يضمن الحد الأدنى من الحماية، ويوفر الأساس القانوني لتحميل الأطراف المحلية والدولية المسؤولية السياسية والإنسانية والأمنية.

نأمل أن تكون تصريحات الأخ الرئيس خطوة أولى نحو مصارحة شاملة تعقبها قرارات وطنية جماعية جريئة مسنودة بدعم اقليمي واثر دولي، بما يوازي حجم التحديات التي نواجهها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : صدور قرارات سعودية مفاجئة وغير متوقعة

صوت العاصمة | 1377 قراءة 

ترتيبات غير معلنة لصياغة رئاسة جديدة لليمن

عدن تايم | 1157 قراءة 

استعدوا جيدًا .. الزبيدي يعد أبناء ‘‘ذمار’’ بمفاجأة وشيكة.. ويوجه تهمة خطيرة للشرعية!!

المشهد اليمني | 840 قراءة 

الداعري يكشف عن مراحل استعادة استقلال الجنوب ونوع العملة الجنوبية المتوقعة

مراقبون برس | 740 قراءة 

حشود قبلية من أبناء حضرموت تنضم إلى قوات درع الوطن وسط تصعيد عسكري

المجهر | 686 قراءة 

عاجل: اول تحرك أمريكي لدعم البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 668 قراءة 

استنفار حوثي نحو الجنوب.. أنفاق وصواريخ ومعسكرات جديدة عقب قطع خطوط الإمداد

الأمناء نت | 608 قراءة 

طائرات حربية تحلّق في أجواء محافظة حضرموت وتطلق قنابل تحذيرية

كريتر سكاي | 594 قراءة 

خبراء القانون الدولي.. لا يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان الانفصال إلا عبر ثلاث خيارات كلها ضده

مأرب برس | 568 قراءة 

السعودية توقف سفيرها آل جابر عن مهامه على خلفية توترات المحافظات الشرقية

موقع الجنوب اليمني | 565 قراءة