سمانيوز/احمد السيد عيدروس

وحدة عام 1990 انسحب منها الشريك الجنوبي بخطاب فك الارتباط الذي القاه الرئيس البيض في 21 مايو 1994 .

ثم جاءت واحدة عام 2012 على شكل انتخابات رئاسية بمرشح جنوبي وحيد لا يملك صلاحيات و التي انسحب الشريك الجنوبي منها بمقاطعة الانتخابات وانسحاب مكون شعب الجنوب بقيادة محمد علي من مؤتمر الحوار الوطني .

ثم وصلنا إلى وحدة عام 2022 التي ساهمت في صناعتها الرياض بقيادة د رشاد العليمي والتي إلى الآن لم ينسحب الشريك الجنوبي منها.

ماهي دوافع انسحاب البيض من واحدة 1990 ..

علي سالم البيض انسحب من الوحدة ليس لأن العيب في الوحدة ذاتها والتي كانت هدف سامي لتيار القوميين العرب الساعي إلى توحيد الأمة العربية والذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي بل لأن العيب كان في الشريك السياسي لدولة الوحدة في شمال اليمن و الذي تصرف وفق مبدأ الضم والألحاق للدولة الجنوبية ولم يحترم أو يقدر ما قدمته القيادات الجنوبية من تضحيات لتحقيق الوحدة اليمنية كنواة للوحدة العربية الشاملة ،

وفي اعتقادي لو كان الدكتور رشاد العلمي أول رئيس لدولة الوحدة لاستطاع أن يصل إلى حل يرضي القيادة الجنوبية و فق ما نصت عليه في حينه وثيقة العهد والاتفاق والموقعة في الأردن في فبراير 1994 أي قبل العدوان على الجنوب بثلاثة أشهر .

ولا استبعد ان تستمر الوحدة اليمنية تحت قيادة رشاد العليمي ومؤسسته الرئاسية كونه استطاع أن يصنع توافق بين جميع التيارات السياسية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحمل القضية الجنوبية سياسياً ،

هذا التوافق الذي صنعه العليمي لم يأتي من فراغ بل من دراية وخبرة وحنكة سياسية يتمتع بها الرجل و قد كان خطابه يوم أمس في عشية الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام دولة الوحدة اليمنية خير دليل على حنكة الرجل السياسية فقد كان خطاباً حصيفاً راعى فيه تضحيات وحقوق المواطن الجنوبي وقيادته السياسية ،

لقد نجح د. رشاد العليمي وصنع توافق سياسي قد يؤسس لوحدة يمنية كنفدرالية في المستقبل هذا النجاح الذي حققه العليمي فشلت في صنعه كل المؤسسات الرئاسية التي جاءت قبله ،

ويحسب للدكتور رشاد العليمي مرونته السياسية واتمنى أن يظل يقدم نفسه كرئيس لكل الوطن ولا يقيد نفسه بالحزبية أو الجهوية أو المناطقية فهذه الآفات الثلاث هي من دمر مشروع دولة الوحدة العربية وليس فقط اليمنية .