في حادثة مروعة شهدتها محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، عثر مواطنون، يوم الجمعة، على جثة رجل مجهول الهوية يُعتقد أنه كان يعاني من اضطرابات عقلية، ملقاة على أحد الأرصفة في منطقة السحول، دون أن تُحرّك الجهات المعنية ساكنًا.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادمًا يوثق الجثة وهي مرمية على جانب الطريق في مشهد يفتقر لأدنى درجات الإنسانية، وسط غياب تام لأي استجابة من سلطات الحوثيين، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على الإبلاغ عن الحادثة.

وأكدت مصادر محلية أن الأهالي تواصلوا مع سلطات الأمر الواقع فور اكتشاف الجثة، إلا أن حالة من التجاهل واللامبالاة خيمت على الموقف، ما أثار موجة من الغضب والاستياء بين المواطنين الذين عبّروا عن استنكارهم لما وصفوه بـ”الإهمال المتعمد” و”انعدام الشعور بالمسؤولية”.

وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على تدهور الأوضاع الإنسانية في محافظة إب، وتُعيد فتح ملف تقاعس الجهات التابعة لمليشيا الحوثي عن أداء دورها في حماية الأرواح ومتابعة القضايا الاجتماعية والإنسانية، خصوصًا ما يتعلق بالأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من يعانون من اضطرابات عقلية.

ويطالب أهالي المنطقة بسرعة التحقيق في الحادثة واتخاذ إجراءات فورية لمنع تكرار مثل هذه المآسي، مشددين على ضرورة توفير الرعاية للمشردين والمرضى النفسيين، في ظل غياب مؤسسي واضح وافتقار لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية.