كشف السياسي اليمني البارز

سامي الكاف

، اليوم، عن حدث أمني خطير يُظهر مدى التغلغل الإيراني في الأراضي اليمنية، وخاصة على الساحل الغربي للبلاد.

ولفت الكاف إلى أن

مدرباً بحرياً تابعاً لحزب الله اللبناني

قام بمهمة سرية داخل محافظة

الحديدة

، تتضمن

تصويراً ميدانياً وتوثيقاً دقيقاً للمواقع الجغرافية والبحرية

، وإعداد

تقرير استخباراتي مفصل

يُرسل مباشرة إلى

القيادة الحوثية في صنعاء

.

وأوضح الكاف أن هذا الحدث لا يمثل مجرد انتهاك أمني عابر، بل هو مؤشر واضح على

تحول اليمن، وخصوصاً المناطق الساحلية منه، إلى جزء من شبكة استخباراتية وعسكرية عابرة للحدود

، تدار من قبل

الحرس الثوري الإيراني

، وتُنفذ عبر أذرعه الإقليمية في

الضاحية الجنوبية لبيروت

وفي

صعدة اليمنية

معقل جماعة الحوثيين.

اختيار الحديدة ليس صدفة

وأشار الكاف إلى أن

اختيار الحديدة

كموقع محوري لهذه العملية الاستخباراتية ليس اعتباطياً، بل يعكس

استراتيجية إيرانية مدروسة

تهدف إلى تحويل هذه المدينة، التي تطل على

بحر العرب وخليج عدن

، إلى

منصة مراقبة استراتيجية

، تعمل بصيغة يمنية خارجية، وترتكز على أدوات غير وطنية.

ووصف السياسي اليمني هذه العملية بـ "

الاحتلال الناعم

"، الذي لا يتم عبر الدبابات أو الجنود، بل من خلال

التدريب، والرصد، والتوثيق، والتوجيه الاستخباراتي المستمر

، مما يتيح لإيران

نفوذاً كاملاً وتحكمًا استراتيجيًا

في واحدة من أكثر المناطق البحرية أهمية في العالم.

زيف الشعارات الحوثية

وأكد الكاف أن هذا التطور يكشف

الوجه الحقيقي لجماعة الحوثيين

، ويضع علامات استفهام كبيرة حول

ادعاءاتهم بالسيادة الوطنية وشعارات المقاومة

، التي قال إنها ما هي إلا ستار لتبرير

وصاية إيرانية واضحة المعالم

. وأضاف أن

الكاميرا التي حملها مدرب حزب الله ليست مجرد أداة تصوير، بل وثيقة لانهيار السيادة اليمنية

تحت غطاء شعارات دينية مُصنَّعة ومُموَّلة من الخارج.

وأوضح الكاف أن

المعركة الحقيقية في اليمن لم تعد فقط ضد العدو الخارجي التقليدي

، بل أصبحت كذلك ضد

مشروع اختطاف داخلي

تديره إيران بشكل مباشر، من خلال مليشياتها وأذرعها المتوزعة من

الساحل الغربي إلى جبال صعدة

.

دعوة للتصدي وتحذير من العواقب

وفي ختام تصريحاته، دعا الكاف جميع القوى الوطنية اليمنية إلى

التصدي الفوري لهذا الانتهاك الخطير للسيادة الوطنية

، وضرورة

كشف شبكات التجسس والاستخبارات التابعة لإيران وحزب الله

المنتشرة في المناطق المحررة وغير المحررة على حد سواء.

وحذر من

التبعات الأمنية والسياسية لاستمرار هذا "الاحتلال الناعم"

، مؤكداً أنه يهدد

وحدة اليمن واستقراره، ويهدد في الوقت نفسه الأمن الإقليمي والدولي

، خاصة في ظل موقع الحديدة الحيوي على الممرات الملاحية العالمية.

ويأتي هذا التصريح في ظل

تصاعد التوترات في اليمن

، وسط تقارير متزايدة عن

تدخلات إيرانية مباشرة في دعم الحوثيين

، بما في ذلك

التدريب العسكري، والدعم اللوجستي، ونقل الخبرات الاستخباراتية

، وهو ما يُعقد المشهد السياسي والأمني في البلاد، ويُعقِّد فرص التوصل إلى حل سلمي شامل.