شنت ميليشيا الحوثي حملة اعتقالات واسعة النطاق في حي شملان شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، طالت عددًا من الشبان بتهمة كتابة عبارة "لبيك يا طارق" في حالاتهم على تطبيق واتساب.

أثارت هذه الخطوة التعسفية موجة من الغضب والاستنكار بين أهالي المعتقلين والناشطين الحقوقيين، الذين اعتبروها انتهاكًا صارخًا للحريات الأساسية وحرية التعبير.

وأفادت مصادر محلية موثوقة بأن عناصر تابعة لجهاز الأمن الوقائي التابع للحوثيين نفذت مداهمات ليلية ومفاجئة على منازل الشبان المستهدفين خلال اليومين الماضيين.

جرى اعتقال الشبان دون إبراز أي أوامر قضائية أو مسوغ قانوني، واقتيدوا قسرًا إلى جهات غير معلومة، وسط تعتيم إعلامي كامل من قبل الحوثيين حول مصيرهم وأماكن احتجازهم.

يُنظر إلى هذه الحملة على أنها حلقة جديدة في سلسلة الإجراءات القمعية التي تتخذها ميليشيا الحوثي بهدف تشديد قبضتها الأمنية والرقابة الصارمة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتستهدف الجماعة بشكل خاص أي منشورات أو تعبيرات يُشتبه في أنها تحمل دلالات تأييد للعميد طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية والخصم السياسي والعسكري الأبرز للحوثيين في الساحة اليمنية.

وقد تعاملت ميليشيا الحوثي مع عبارة "لبيك يا طارق"، التي تحمل رمزية خاصة لدى مناوئي الجماعة، باعتبارها "تحريضًا مباشرًا ضد سلطتها"، وهو ما دفعها إلى شن هذه الاعتقالات التعسفية، متجاوزة بذلك كافة الأعراف والقوانين التي تكفل حرية الرأي والتعبير للمواطنين.

وفي سياق متصل، أعربت أسر الشبان المعتقلين عن قلقها البالغ على سلامة أبنائها، وطالبت بسرعة الكشف الفوري عن أماكن احتجازهم والسماح لهم بالتواصل مع ذويهم، والإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.

كما ناشدت الأسر المنظمات الحقوقية المحلية والدولية الاضطلاع بمسؤولياتها والتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتصاعدة، وحماية المدنيين من حملات القمع والاعتقالات ذات الدوافع السياسية التي تنتهجها ميليشيا الحوثي.