تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
ملاحظات على هامش الجدل حول وظيفة الفن
58 قراءة  |

قرأت كتابًا قبل أيام قليلة عملت على استعراض ما فيه في نشرة رف الخميس. وكان بالمناسبة حول الفن ومخاطره، ما وجدت فيه فرصة للخوض في الجدل القائم. فلفنانين لايستطعون مغادرة مناطق التخصص والشؤون التقنية الأخرى، كوسائل للإعلاء من القيمة الفنية، هذا الكتاب وجد للتشكيك بكل افتراضاتهم. وبالمناسبة، عثرت هذا الأسبوع على مقولة رائعة، في رواية فنان من العالم العائم، لكازو إيشيغورو، الفائز بنوبل 2017، يقول فيها على لسان بطله الفنان: بالرغم من أن إجلال المعلمين واجب، من المهم التشكيك في سلطاتهم.

صحيح إنني أتمثل هذا الكتاب لأنه- بدوره- وجد ليجابه السائد، لكن أفترض هنا، أن ما أنحاز له لا يبتعد كثيرًا عن هذه المسألة. فوظيفة الفن، كما يوليه المؤلفان الممارسان ديفيد بايلز وتد أورلاندو في كتابهما الفن والخوف ليس اختراع التاريخ أو التقنيات، على الرغم من تعلمنا للكثير من خلال ذلك، لكن ما نكتسبه حقًا هو استمداد الشجاعة من الصحبة الفنية. فالفن الذي يتعامل مع الأفكار أكثر إثارة للاهتمام من الآخر الذي يتعامل مع التقنيات.

إذن، تنبع أهمية التنظير الفني، في كونها تعرف مأزقه ومخاوفه الوجودية على أنهما أساس صلب لإنتاج المختلف والجديد. لذلك تكون الأعمال القديمة للفنانين محل خزي وحرج لصانعيها، لأنها تبدو وكأنها صنعت على يد شخص آخر أكثر سذاجة؛ شخص كان غافلًا عن الإدعاء وبذل المجهود في العمل، كما يفصلها مؤلفو الكتاب سابق الذكر.

ولأن اليقين يولد الإجابات وبالتالي الطمأنينة، يذهب الفن لمعارضة الأشياء الجاهزة، لأنه مثل الفلسفة يقبع في الحافة الرمادية بين العتمة والضوء، فإذا كنت بصدد توليد شيء مفيد حقًا، فإنه على الأرجح سوف يتخذ شكل سؤال.

تناهض فلسفة الفن كذلك الكمال، لأنه بنظرها يجلب العجز، فللمضي في عملك يجب الاعتراف بأن الكمال في حد ذاته، هو للمفارقة مفهوم معيب، لأن الصنعة الفنية محفوفة بالمخاطر ولا تتفق وقدرتنا على توقع الأشياء أو استحضارها قبل العمل عليها. ومن هنا، يفتقر الفن القائم على اليقين للمجازفة والإنقلابية والتعقيد وبالتالي الإيحاء والعفوية، فكل عمل جيد في حالته النهائية، كان على بعد سنتيمترات أو ثوان فقط من الانهيار التام! إذن الفن في النهاية هو تقدم مبني على تقليص الاحتمالات.

أيضًا، الفن يرفض المقارنات، لأنه يرى في المجتمعات التي تشجع المنافسة ضارة على مستوى واضح، لهذا لا يوجد فائز أو خاسر في الأوساط الفنية إلا بقدر صمود الفنان واستمراره، ومن هنا أتى الاستهجان الصارم للهاث والبحث الدؤوب عن التقدير، إذ يورث الغضب والمرارة وبالتالي التقاعد المبكر. ومن هنا يعتبر كتاب الفن والخوف، الفنانيين مخضرمين ليس من خلال عقد اتفاق سلام مع أنفسهم وحسب، بل بالنظر إلى طيف واسع من القضايا التي يتصدون لها. وهي دعوة أيضا لتقبل القيد الذي تفرضه الطبيعة على أولئك الذين يهجرون آراء القطيع ليصنعوا طريقهم الخاص؛ ويتصالحون مع حقيقة أنهم بموقفهم هذا سوف يؤكلون. وختاما ليس من المستغرب أن يحال ثمانية وتسعون في المائة من الفنانين إلى الموت المهني المبكر، بعد خمسة أعوام من تخرجهم.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
نيوز لاين | 553 قراءة 

ماذا قال الرئيس علي ناصر عن هتافات الوحدة اليمنية في عدن؟


المنتصف نت | 395 قراءة 

أفادت مصادر مطلعة بأن العشرات من أسر قيادات عصابة الحوثي غادرت العاصمة المختطفة صنعاء خلال الساعات ا


المجهر | 373 قراءة 

أصيب عدد من المدنيين وتضررت محال تجارية في شارع الأربعين وسط العاصمة المختطفة صنعاء، جراء سقوط صاروخ


الأمناء نت | 335 قراءة 

أول تعليق من السفير السعودي على تعيين بن بريك رئيساً للوزراء


المنارة نت | 326 قراءة 

غارات جديدة تستهدف قيادات وثكنات عسكرية حوثية في 6 محافظات


المشهد اليمني | 277 قراءة 

نقل موقع إسرائيلي عن مصادر لم يسمها قولها إن جيش الاحتلال يستعد للرد على الحوثيين لكن التوقيت غير


بوابتي | 276 قراءة 

إسرائيل تكشف السبب وراء اختراق الصاروخ الحوثي لمنظوماتها الدفاعية


يني يمن | 233 قراءة 

في الساعات الأولى من فجر اليوم الاثنين، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء سلسلة من الغارات الجوية الأمريكية


بوابتي | 226 قراءة 

نسخة حوثية من جحيم صيدنايا... الكشف عن سجن سري تمارس فيه المليشيا التعذيب والاغتصاب


المشهد اليمني | 188 قراءة 

تداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر الفنان الشاب خليل فرحان وهو يؤدي