كشفت صحيفة تلغراف البريطانية عن تحولات لافتة في الموقف الإيراني تجاه حلفائها في المنطقة، مؤكدة أن طهران قررت سحب قواتها العسكرية من اليمن ووقف دعمها لجماعة الحوثيين، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية متزامنة مع تصاعد الضربات الأمريكية ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ونقلت الصحيفة في تقرير نُشر، الخميس، عن مسؤول إيراني رفيع – لم يُفصح عن هويته – قوله إن هذا القرار يأتي في إطار إعادة تقييم شاملة للسياسات الإقليمية الإيرانية، مضيفًا أن "الهدف هو تجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خصوصًا في حال مقتل أي جندي إيراني خلال الضربات الأمريكية".

وأشار المسؤول إلى أن طهران باتت تُركّز الآن على التهديدات المباشرة القادمة من واشنطن، مؤكدًا أن النقاشات الداخلية في أروقة صنع القرار الإيراني أصبحت تتمحور بالكامل حول كيفية التعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال المصدر: "لم يعد هناك حديث عن الجماعات الإقليمية التي كنا ندعمها سابقًا... كل شيء يتمحور حول ترامب".

وتأتي هذه التطورات عقب ضربات أمريكية متواصلة استهدفت مواقع وتحركات حوثية في اليمن، منذ تسريب رسائل بين مسؤولين كبار في إدارة ترامب تشير إلى خطط مكثفة لتصعيد الضغوط العسكرية على الحوثيين.

وربط مراقبون بين هذا التحول الإيراني والرسائل المتكررة التي وجّهها ترامب لطهران، محذرًا إياها من مغبة مواصلة دعم الجماعات المسلحة التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة في البحر الأحمر.

ويرى محللون أن انسحاب إيران – إن تأكد – يمثل تحولًا استراتيجيًا قد يُعيد خلط الأوراق في المشهد اليمني، ويُضعف الذراع الإيرانية الأبرز في شبه الجزيرة العربية، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تغيّرات محتملة في المعادلة العسكرية والسياسية بالمنطقة.