شهدت العاصمة صنعاء، اليوم، تصعيداً جديداً بعد تنفيذ عشرات سائقي الشاحنات الصغيرة (الدينات ذات المحور الواحد) اعتصاماً مفتوحاً، رفضاً لقرار مليشيا الحوثي بمنع مرورهم عبر خط صنعاء–الحديدة، الذي يعد شرياناً رئيسياً لنقل البضائع والمواد الغذائية والدوائية إلى العاصمة ومحافظات مجاورة.

وقالت مصادر خاصة لموقع الصحوة نت إن الاعتصام أقيم بالقرب من "التذكار المصري" وسط العاصمة، في وقت خرجت وقفات احتجاجية متزامنة في مديريات الحيمتين وبني مطر وحراز بمشاركة مشايخ وأعيان ومواطنين، للتنديد بالقرار الحوثي الذي تسبب في شلل شبه كامل للحركة التجارية وتوقف مصالح آلاف الأسر التي تعتمد على النقل البري.

وأضافت المصادر أن حملة أمنية تابعة لما يسمى "الضبط المروري" بقيادة القيادي الحوثي بكيل البراشي، اقتحمت موقع الاعتصام وقامت بفضه بالقوة، واعتقلت عدداً من السائقين، إلى جانب احتجاز شاحناتهم، في محاولة لقمع الاحتجاجات وإرغامهم على القبول بالقرار الجديد.

المليشيا الحوثية اتهمت السائقين المحتجين بإثارة "الفوضى والبلبلة"، وذهبت إلى حد وصف الاعتصامات بأنها "خدمة للكيان الصهيوني"، في خطاب اعتبرته مصادر محلية محاولة للتغطية على الأسباب الحقيقية وراء القرار، والتي ترتبط – بحسب تلك المصادر – بمصالح نافذين وقيادات حوثية يسعون للسيطرة على طرق بديلة أكثر ربحاً.

ورفع السائقون المعتصمون لافتات طالبوا فيها بإعادة فتح خط صنعاء–الحديدة بشكل كامل، مشيرين إلى أن الطريق البديل المفروض عليهم شهد خلال الأيام الأربعة الماضية وحده

ا أكثر من 15 حادث انقلاب شاحنة، ما يؤكد خطورته وارتفاع تكلفته البشرية والمادية على السائقين وأسرهم.

ويُخشى أن يؤدي استمرار إغلاق هذا الطريق الحيوي إلى أزمة خانقة في إمدادات السلع الأساسية، خصوصاً مع اعتماد العاصمة صنعاء ومحافظات شمال وغرب البلاد بشكل شبه كلي على خط الحديدة–صنعاء في نقل الغذاء والوقود والمواد الأولية.