في حادثة صادمة تكشف حجم المأساة التي يعيشها الشعب اليمني تحت حكم مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، إذ أقدم الشاب يوسف غالب دحامي، أحد أبناء قرية الخربة بمديرية إب، على إنهاء حياته شنقًا في غرفته، مساء الأربعاء، بعد أن ضاقت به سبل العيش وانعدمت أمامه الفرص في محافظة حولها الحوثيون إلى سجن كبير للفقر والمعاناة.

يوسف، وهو شاب متزوج وأب لطفل، عاد إلى وطنه بعد ترحيله من السعودية، لكنه وجد نفسه في مواجهة واقع أكثر قسوة، حيث البطالة والفقر وانعدام الفرص، وسط نهب ممنهج تمارسه المليشيات لكل مصادر الدخل والاستثمار.

وبحسب مصادر مقربة، فإن تدهور الوضع الاقتصادي في إب، بفعل الجبايات الحوثية والضرائب المجحفة، جعل الحياة مستحيلة أمام المغتربين العائدين وأبناء المحافظة، الذين يُحاصرهم الفقر في كل جانب.

هذه الحادثة المأساوية لم تكن الوحيدة، فقد تزامنت مع وفاة مواطن جائع بجانب طفله في أحد شوارع إب، في مشهد أبكى القلوب، حين فارق الأب الحياة وهو يأكل آخر لقيمات بجانب ابنه، الذي بقي ينتظر استيقاظ والده دون أن يدرك أنه رحل بلا عودة.

لم يكن يوسف وحده، ولم يكن ذلك الأب المسكين هو الضحية الأخيرة. فاليمن، الذي كان يعج بالحياة، أصبح مقبرة للفقراء بسبب سياسات الحوثيين التي دمرت الاقتصاد، وحرمت الموظفين من رواتبهم، وحولت الأسواق إلى ساحة للجبايات والنهب، فيما يواصل المواطنون الموت جوعًا، إما على الأرصفة أو في غرفهم، بعد أن أفقدتهم هذه الجماعة أي بصيص أمل.