أكتب لا أدري الى من أكتب في زمن تعطلت الدولة وتم القفز على القوانين التي تنظم الحياة ولم يعد هناك مسؤول يسمع ويصلح بعضاً من الأخطاء .

 أكتب بما اعتقد ولا اعتقد الا بما أسمع وأرى , ربما اخالف الناس في اشياء كثيرة لكن الحقيقية والحق هي الأولى بالمجاملة حتى لا يسقط القلم ويجرف العقل في الاغراء والمصالح ومنطق النفوذ والقوة التي اسكتت الكثيرون عن البوح بما يحدث .

في مدينة قعطبة بمحافظة الضالع جنوب اليمن  لم يتوقف الأمر عند نقل القمامة والنفايات الخطيرة على قمم جبالها والمتنفس الوحيد لسكانها والذي يروي وديانها ويلوث ابارها , بل امتد الأمر الى التسلط على اراضي الدولة والأوقاف و العبث بمواردها لتغور في جيوب الفساد و تتحول مواردها فجأة الى صفر والصمت حيال ذلك وكأن شيء لم يحدث وهي الأكثر ايراد في المحافظة ويتسابق على حكمها الجميع ويبقى الفساد باقياً ومتجذراً ومحمي من رأس العبث والاستهتار بالقانون الأكبر , مشفى مهدد بالإغلاق ومناشدة تأتي من اعلى هرم حكمها بدلاً من الحلول لمشاكلها , واراضي دولة تستباح لمسؤولين وتباع لمواطنين دونما ضمير يؤنبهم ان المدينة بحاجة لبناء مشفى او مدرسة او مسجد ولم يتبقى سوى سور المؤسسة الذي ان طالت الفوضى سوف يصبح في خبر كان و مجاري تعذب السكان ليل نهار ولم يجدوا حلاً لها ومنظمات تنقل قسراً الى مديريات اخرى وهي المدينة التي تحتضن الألاف من النازحين من محافظات عدة وانتهاكات مستمرة من مسلحين يقال عنهم دولة , يتناسون اننا نخوض حرب مسلحة ضد مليشيا الحوثي و قعطبة قدمت تضحيات في الزمن القديم والحديث وتأريخها ناصح البياض .

في الوقت الذي نسمع ليل نهار عن افتتاح مشاريع ونزول وذهب وخرج وزار لكن لم نرى حلول لأبرز القضايا , هذا هي قعطبة التي يتم عذابها كل يوم وتتعامل وكأنه مقاطعة سكانها من كوكب آخر بدون هوية .

القمامة والنفايات الهلاك البطيء

في جبال نقيل الشيم يتم رمي النفايات والقمامة التي يتم جلبها من مدينة الضالع البعيدة عن قعطبة دونما شعور بالمسئولية أو ضمير يردعهم , ولا تخضع لإجراءات السلامة ولا يتطرق لها مسؤول فالهم كلها يتجه نحو الفيد لا خدمة الناس ومراعاة مصالحهم, ودون ادارك ان الجبال تعد متنفساً لسكان المدينة اولاً وخطراً عليهم لأنه تلقى في مجاري السيول التي تصب على وديانها والتي تمتصها الأرض وتتغذى منه الآبار التي يشرب منها سكان القرى والمدينة معاً وهي نفايات خطرة  تهدد السكان بالهلاك وموت بطيء لن ينجو منه أحد .

ولأننا احد السكان نضع هذا امام الجهات المختصة العليا وكذا المنظمات المهتمة في مجال البيئة لإيقاف هذا الخطر الذي يهدد عشرات الألاف من السكان الذين يشربون من تلك الأبار.

الفساد متجذر ومحمي بالقوة

تلك المدينة التي احتضت مناضلين الزمن الجميل الذين طردوا الإستعمار وقضوا على الملكيين أنذآك , لها ايرادات ضخمة والأكثر التزاماً واحتراماً للقانون لكنها أصبحت حقل تجارب , تديرها جماعات لا تفكر سوى بمصالحها ولا تدافع عنها ولو لمرة من الذئاب التي تفترسها والواقع شاهد على ذلك , لكن كم  مواردها تغور كأنها مياه في قلب الصحراء , لم يدرك سكانها ان حساب المديرية في البنك قبل فترة تحول الى صفر فجأة في اكبر عملية فساد تأريخيه ومرت دون حساب او عقاب بل ظل الفساد قائم  المحمي بالفساد القادم يتقاسم موارد المدينة ولم يتم محاسبة أحد ولا مكاشفة لما حدث , ويأكلون ويشربون ويستثمرون من مواردها في الوقت الذي يعاني سكانها من نقص في جميع الخدمات .

الفشل يحكمها 

وصل الأمر بالسلطة المحلية الى اطلاق مناشدة للمنظمات الدولية لإنقاذ المستشفى الحكومي الوحيد من الاغلاق وهو مستشفى السلام الذي تم بناءة على نفقة دولة الكويت في نهاية الستينات , وهذا يكشف العجز والفشل في ادارة المديرية وعدم قدرة من يحكمها على ايجاد الحلول لرفد هذا المستشفى بالإمكانيات من ادوية وغيرها وهذا امر كارثي يهدد الأسر البسيطة التي لا تقوى على شراء العلاج في المشافي الخاصة .

اذا كانت تلك السلطة عاجزة وفشلت في ايجاد الحلول واكتفت في اطلاق المناشدة فلماذا وجدت اذاً , لأنه اذا كان الهم المواطن ومصلحته كانت ستنجح ولو بالحد الأدنى , لأننا قلنا ذات يوم عليك تجفيف منابع الفساد لكن يبدو ان الفساد محمي ولا يقوى على مواجهته .

فهذه بداية الغرق ونهاية اخر خدمة تقدم للناس اذا لم يتم تحرك شعبي لإنقاذها حتماً ستغرق ويكتوي البسطاء والكادحين .

استباحة الأراضي والشوارع

مساحات واسعة تملكها الدولة من اراضي وعقارات الدولة الى الأوقاف لم يستفيد منها سكان المدينة  لكن يتم السيطرة عليها من نافذين ومنح عقود لمن يمتلك القوة والنفوذ بطرق احتيال مختلفة حسب مصادر دون التفكير بأن المواطن بحاجة الى بناء مشفى او مدرسة او حديقة , فالمواطن لم يحظى بشيء سوى النافذين و من يسمون انفسهم دولة هم من يتسابقون على قضمها والبسط عليها , يقول مواطن اذا غريمك الدولة فمن تشارع , وتعد الأراضي و كذا قضم الشوارع وتضيقها والتلاعب بمخططاتها هي اكثر محور صراع في المدينة وعرضة للضياع .

المتاجرة بهمومها من أجل نفع شخصي 

أصبح وضع المدينة اكثر تعقيداً ولا يوجد قائد ينتشلها مما تعيشه من تراجع في كل المناحي ويلتف الناس حوله فناك مثل يقول ما حك جلدك مثل ظفرك فقد تحولت مدينة  فهمومها كثيرة والمرحلة قتلت الأمل لدى الكثير وهربوا من فخ المسؤولية وتركوها قسراً وهناك من يتاجرون بهمومها من اجل نفع شخصي ومسنود من بعض المغفلين وضم بعض الحمقى الذين يسيرون على ذات السلوك  , يتاجرون بهموم المدينة ولسانهم انهم الأحرص على مصالحا فيما هم يتفرجون ويباركون نهب خيراتها وكأن الأمر لايعنيهم فلا خير ممن لم يحافظوا على شرف الوظيفة و داسوا القانون باقدامهم و حولوا البلاد إلى ضيعة خاصة بهم .

ختاماً

هذه هي المدينة الأكثر إيرادات والتزام بالقانون المظلومة سابقاً وحالياً و التي أقصت المرحلة ابنائها , هي لا تبحث عن مشاريع عملاقة أو معجزات فسكانها يتمنون أبسط المشاريع الخدمية الاساسية  وكذا توقيف نقل القمامة الى الشيم متنفسها الوحيد للمدينة إذا كان هناك ثقب للضمير فقد تحولت الى غابة تديرها الفوضى و قوانين الوحوش وسكانها يشقون لإعالة الفاسدين ولم نرى من إيراد السنوات سوى عصافير على الشجر واصفار في الحساب والقمامة ترمى على قمم جبالها وتصب على وديانها واراضيها عرضة للإحتيال وخيرها لغيرها .

والمخزي أن بعضاً من ابنائها يصمتون ويصفقون للباطل وينحنون للظلم .