مشاهدات

حمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، وشركاءه مسؤولية أحداث العنف التي رافقت الاحتجاجات التي جرت منذ خمسة أيام، على خلفية اعتقال وسجن رئيس بلدية إسطنبول المعزول أكرم إمام أوغلو. وأوضح أردوغان في كلمة له بأنقرة عقب اجتماع عقده للحكومة في القصر الرئاسي، أن الحكومة تابعت "باهتمام الأحداث التي تحولت سريعاً إلى أعمال عنف في أعقاب الدعوة التي أطلقها زعيم المعارضة إلى الاحتجاج في أعقاب عملية فساد تركزت في إسطنبول".

وقال إن "153 عنصراً من قوى الأمن أصيبوا خلال خمسة أيام، نتيجة هجمات شنتها تنظيمات وقطاع طرق في المدن"، معرباً عن "تهنئته وشكره لقوى الأمن التي قامت بواجبها بكل صبر وهدوء رغم الاستفزازات". وشدد أردوغان على أن "قادة المعارضة أظهروا افتقاراً كبيراً للوعي، وبدلاً من الرد على اتهامات الفساد والرشوة والمحسوبية والمحاباة، فقد أصدروا تصريحات غير أخلاقية وغير قانونية".

كما حمّل الرئيس التركي المعارضة مسؤولية ما يجري بالقول "الشخص الوحيد المسؤول عن إصابة عناصر الشرطة في الهجمات التخريبية وتدمير الممتلكات العامة بقيمة مليارات الليرات هو زعيم حزب المعارضة وأتباعه الذين أطلقوا الدعوة للنزول إلى الشوارع". وهدد أردوغان بالمحاسبة قائلاً: "سيجري البحث عن الحساب السياسي لهذا الأمر أمام البرلمان، وسيُبحث عن الحساب القانوني أمام المحاكم (...) ما شهدناه في الأيام الخمسة الماضية أثبت حقيقة أن بلداً كبيراً مثل تركيا لديه حزب معارض رئيسي صغير جداً وبدائي وغير مهم من حيث الاستشراف والرؤية والجودة".

أردوغان خلال كلمته بمناسبة احتفالية عيد النوروز في إسطنبول، 21 مارس 2025 (Getty)

وأوضح أردوغان أنه وجّه دعوات عدة مرات للتوقف عن إزعاج المواطنين، مجدداً اتهام المعارضة بالامتناع عن الرد على الاتهامات، مشدداً "إن كانت لديك نية بذلك فقم بالأمر وإلا فلا تجعل الناس متوترين من أجل لا شيء".

وتحدث أردوغان عن وجود تدخلات فيما جرى من تظاهرات، موضحاً "نحن على دراية بهذا النفاق من المنظمات التي جرى جلبها، وخاصة جماعة الخدمة الإرهابية، ومن الجهات الدولية الفاعلة التي تكذب علينا مباشرة، حيث سينتهي عرضهم عند إغلاق الستار، وعندما ينظرون إلى الوراء، وإذا كان لديهم أي احترام متبق، أعتقد عندها سيشعرون بالخجل من الضرر الذي ألحقوه بالبلاد".

وأضاف "ليس لدى تركيا دقيقة واحدة لتخسرها، ويمكن لكوادر حزب الشعب الجمهوري أن يستمروا في فعل ما يجيدونه على أفضل وجه، وهو أكل بعضهم بعضاً كما قال زعيمهم السابق (كمال كلجدار أوغلو) نحن فقط نهتم بأعمالنا الخاصة، ونركز على خدمة الشعب، وبناء تركيا قوية بالاقتصاد والأمن والدفاع والديمقراطية والعدالة".

وأكد أن تجاهل حزب الشعب الجمهوري للرد القانوني على عملية الفساد تسبب في "تقلبات مصطنعة لا أساس لها من الصحة في الاقتصاد، إلى جانب مجالات أخرى (...) عندما يختفي الوهم سوف يصبح من الواضح أن ما يحدث لا معنى له"، على حد تعبيره.

وينتظر أن تشهد إسطنبول مساء اليوم تظاهرة جديدة لليوم السادس على التوالي في ساحة ساراج هانة أمام مبنى بلدية إسطنبول، في وقت أعلن فيه حزب الشعب الجمهوري اتخاذه إجراءات لمنع حصول أي عمليات تحريض ومناوشات مع قوى الأمن.

وكانت تركيا قد شهدت الأربعاء الماضي زلزالاً سياسياً باعتقال قرابة مئة من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري ورجال الأعمال، وعلى رأسهم رئيس بلدية إسطنبول ومقربون منه، قبل أن تصدر بحقهم يوم الأحد قرارات سجن وعزل.