تصاعدت في الأيام الماضية شكاوى السائقين في صنعاء من أعطال متكررة في مركباتهم، وسط ترجيحات بأن السبب يعود إلى انتشار كميات كبيرة من الوقود المغشوش في الأسواق، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على السيارات التي تعمل بالبنزين، وأدى إلى أضرار واسعة امتدت إلى مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”النقار” أن شحنة وقود غير مطابقة للمواصفات دخلت عبر منفذ بحري قبل نحو ثلاثة أشهر، وتم استيرادها عبر إحدى الشركات التابعة للجماعة. وأفادت إحدى هذه المصادر بأن الشحنة قد تكون مشتراة من ناقلة نفط في عرض البحر، فيما أكد مصدر آخر أن الشحنة وزعت بعد نحو شهر من دخولها، ومعظمها ذهب إلى المحافظات خارج صنعاء. كما بينت المصادر أن كميات مغشوشة كانت مخزنة منذ فترة طويلة في ضواحي صنعاء جرى إنزالها إلى السوق بعد أيام قليلة من توزيع كميات محدودة من الشحنة الأخيرة.
وتشير معلومات حصلت عليها “النقار” إلى أن وقودًا مغشوشًا يدخل إلى مناطق سيطرة الحوثيين عبر طرق تهريب، لا سيما من مناطق التماس في البيضاء والجوف ومأرب، قادمًا من سفن صغيرة تصل إلى مراسي قريبة من ميناء قنا في شبوة. ووفقًا للمصادر، فإن تجار هذه الشحنات يتمتعون بنفوذ في طرفي الصراع، وتجمعهم مصالح التهريب، مما يتيح لهم تسهيل عبور الشحنات حتى في حال اعتراضها.
كما تفيد المعلومات بأن بعض المخازن غير الرسمية في صنعاء أفرغت كميات مغشوشة إلى الأسواق، استعدادًا لاستقبال دفعات جديدة من السفن الراسية في ميناء رأس عيسى، حيث تنتظر أكثر من 15 سفينة محملة بالوقود لبيعها في السوق السوداء قبل بدء سريان العقوبات الأمريكية على استيراد النفط عبر موانئ الحديدة في 5 أبريل المقبل.
أعطال غير مسبوقة
كشف ميكانيكيون في صنعاء وعمران وذمار لـ”النقار” أن الأعطال التي تصل إلى ورش الصيانة منذ نحو شهرين تتعلق بمشاكل في الأداء، مثل بطء السرعة وتغيرها بشكل مفاجئ، وارتجاج السيارات أثناء السير، وظهور الصدأ في خزانات الوقود، إلى جانب زيادة انبعاث العوادم وتآكل أجزاء من المحركات.
يقول السائق أشرف صالح لـ”النقار” إنه بدأ يلاحظ ارتجاجًا في سيارته وبطئًا في سرعتها على غير المعتاد مع بداية رمضان، إلى أن توقفت تمامًا قرب جولة المصباحي، ما اضطره للاستعانة بميكانيكي، ليتفاجأ بكمية كبيرة من الأوساخ في مرشحات البنزين. وأشار إلى أن المشكلة لم تُحل، مما دفعه إلى فتح المحرك في إحدى الورش بشارع الزبيري، حيث بلغت تكلفة الإصلاحات أكثر من 60 ألف ريال.
أما السائق سمير عبد القاهر، فأوضح لـ”النقار” أنه كان يعاني من استهلاك سيارته للبنزين أكثر من المعتاد، واضطر لإدخالها ورشة صيانة، لكنه بعد ساعات من إخراجها بدأ يسمع أصواتًا غريبة في المحرك، قبل أن تتوقف السيارة تمامًا في منتصف نقيل يسلح أثناء سفره إلى صنعاء. وبعد سحبها إلى الورشة، تبين أن العديد من أجزاء المحرك قد تعرضت للتلف، ما كلفه أكثر من 100 ألف ريال لإصلاحها.
يؤكد الميكانيكي المعروف بلقب “البيسة”، والذي يعمل في المجال منذ 30 عامًا، أن الأعطال التي شهدتها ورشته خلال الشهر الأخير غير مسبوقة. ويوضح لـ”النقار” أن كثيرًا من السيارات التي تصل إليه تعاني من مشاكل ناتجة عن استخدام وقود غير نقي، مشيرًا إلى أن ضعف أداء المحرك يرجع عادة إلى ارتفاع نسبة الأوساخ في البنزين، لكن تآكل بعض القطع الداخلية يشير إلى خلطه بمواد كيميائية تتفاعل مع المحرك، ما يؤدي إلى تآكله بشكل سريع.
تواطؤ رسمي؟
والمثير للغرابة أن شركة النفط لم تتحرك للتحقيق في القضية، ومعها الجهات الأمنية العليا، على اعتبار أن قضية كهذه تعد مسألة أمن قومي، لأن أمرًا كهذا قد يؤدي إلى شلل حركة النقل. كما أن الأعطال الناجمة عن الوقود المغشوش ترفع من فاتورة استيراد قطع غيار السيارات، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية، في ظل غياب أي إجراءات رسمية لمحاسبة المتورطين أو منع تكرار هذه الظاهرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
هبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، في احدى اهم المحافظات في اليمن”، وقوات الجيش ا
حقيقة اقتحام حاملة الطائرات الامريكية ترومان لسواحل محافظة الحديدة وفرار الحوثيين نحو الجبال
كشفت تقارير صحفية إسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم قصف أهداف للحوثيي
حل مجلسي النواب والشورى وتشكيل مجلس وطني يضم اعضاء من المجلسين تفاصيل حصرية
قال السياسي اليمني علي البخيتي في تغريدة له عبر منصة “إكس” إن المهلة البالغة شهرين التي